[ 221 ] وصوابه، لان الي مة معصومة (1). وقد واجه القائلون بعصمة الامة فكرة أن تكون الامة أعلى رتبة من النبي (ص)، فكيف وجب عليها طاعته واتباعه ؟ ! فأزعجهم ذلك، وحاولوا التخلص منها، فما أفلحوا في ذلك فراجع (2). 25 - الاجماع نبوة بعد نبوة: وقد يحتاج الحاكم أحيانا من أجل تثبيت سلطانه، وإحكام قبضته على مقدرات الشعوب إلى التصرف في بعض الشؤون العقائدية، أو الفقهية الثابتة، أو المفاهيم الدينية، فيواجه اعتراضا من علماء الامة، وأهل الفضل والدين. فلا بد إذن من إيجاد تبرير لما يقدم عليه من تصرف، ومن تغيير في الدين وأحكامه، ورسومه وأعلامه، فجاءت القاعدة لتقول: إنه إذا حصل ذلك، واستطاع أن يحصل على موافقة الناس في عصره، وإجماعهم، فإن هذا الاجماع يصبح تشريعا إلهيا، ولا مجال ________________________________________ (1) راجع: تهذيب الاسماء ج 1 ص 42 وراجع: الالمام ج 6 ص 123 والباعث الحثيث ص 35 وشرح صحيح مسلم للنووي (مطبوع بهامش إرشاد الساري) ج 1 ص 28، ونهاية السول ج 3 ص 325 وسلم الوصول ج 3 ص 326 وعلوم الحديث لابن الصلاح ص 24، وإرشاد الفحول ص 82 و 80 والاحكام في أصول الاحكام للامدي ج 4 ص 188 و 189. (2) راجع: الاحكام في أصول الاحكام ج 4 ص 188. ففيه ما يستفاد منه ذلك، وناقشه بما لا يجدي، وكذا في كتاب: اجتهاد الرسول ص 141 و 142 عن مصادر أخرى. (*) ________________________________________