وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 12 ] فيهما، وهذا الذي ذكرته من باب الاحتمال (1) والله - تعالى شأنه - عالم بحقيقة الحال. قوله (وصنعهم بفضل رحمته) يعني رحمته تعلقت أولا بصنع محمد وذريته (عليهم السلام) ولذلك سماه رحمة للعالمين، وثانيا بصنع شيعتهم ومواليهم وهم الذين كانوا في علم الله تعالى تابعين لأقوالهم وأعمالهم قابلين لاشراقاتهم وأنوارهم ثم خلق من عقبه أقواما كانوا في علم الله تعالى نافرين من نورهم مائلين إلى الظلمة وهو الذي سبقت رحمته غضبه. قوله (فقبلوه واحتملوا ذلك) (2) لعل المراد بالاحتمال: الإذعان بالجنان، وبالقبول: التصديق باللسان بأن يقول هذا حق ويحتمل العكس كما يحتمل التأكيد. قوله (فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه) الظاهر أنه تأكيد للأول، ويحتمل أن يكون الأول مختصا بمن سمع مشافهة، والثاني بمن سمع بواسطة. قوله (إلى معرفتنا وحديثنا) العطف إما على المضاف، أو على المضاف إليه، والمراد بالمعرفة: التصديق بولايتهم والإذعان بصدق حديثهم. قوله (ثم قال: إن الله خلق أقواما لجهنم والنار) اللام للعاقبة لا للتعليل يعني أنه خلق أقواما عاقبة عملهم دخول النار لردهم التكليف الأول بالولاية (3) في عالم الأرواح والتكليف الثاني بها في عالم الأبدان والفائدة في التكليف الثاني هي التأكيد وإلزام الحجة والتنبيه عن الغفلة ولجريان الحكمة على عدم التعذيب بدونه كما قال جل شأنه: * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) *. قوله (واشمأزوا من ذلك إلى قوله ساحر كذاب) يريد أنهم أنكروا ذلك ظاهرا وباطنا، أما باطنا فلأنه لم يحصل لهم التصديق. والإذعان به وأما ظاهرا فلأنهم نسبوا الكذب والافتراء إليه، كل ذلك لمانع اختياري لهم هو معارضة الحق الصريح والنص الصحيح بمقدمات باطلة خيالية، والقدح ________________________________________ 1 - قوله " ذكرته من باب الاحتمال " كأن الشارح أحس في توجيهه لنفي لزوم الجبر دغدغة وذلك لأن خلق أفراد الإنسان من طينتين مختلفتين إن استلزم ترتب ما يترتب عليها من الخير والشر قهرا لزم الجبر وهو ظلم، وإن لم يستلزم بل اقتضى أقربية من خلقهم الله من الطينة الطيبة إلى الخير ومن خلقهم من الطينة الخبيثة إلى الشر لزم التبعيض والظلم، ومقتضى العدل أن يخلق جميع الناس من طينة واحدة حتى يتساوى نسبة جميعهم إلى الخير والشر، وبالجملة يجب تأويل أخبار الطينة بما لا يوجب الجبر ولا أقربية بعض الناس إلى الشر من بعض. (ش) 2 - قوله " فقبلوه واحتملوا ذلك " هذا تصريح بأن الاحتمال بمعنى الفهم والقبول دون النقل والرواية كما سبق الإشارة إليه. (ش) 3 - قوله " التكليف الأول بالولاية " تسميته تكليفا لا يخلو عن مسامحة بل التكليف إنما هو في دار التكليف أعني الدنيا. (ش) (*) ________________________________________