[ 10 ] يزول الأولى مع اسمها بعروض الأخرى مع اسمها (كما تختلف على غيره) أي كما تختلف الصفات والأسماء التي بإزائها على غيره لكون وضعه على الحدوث وبنائه على الانتقال والتغير (مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما) الرفات الحطام وهو ما تكسر من اليبس والرميم العظم البالي وللإنسان صفات متعاقبة متكثرة وانتقالات متفاوتة متعددة، وله في كل مرتبة من المراتب رسم وفي كل مرحلة من المراحل اسم إلا أنه (عليه السلام) ذكر هنا ثلاث مراتب لاشتمالها على أمر غريب وصنع عجيب وهو الانتقال من الترابية إلى الحيوانية ومن الحيوانية إلى الجمادية وله في كل مرتبة من هذه المراتب وصف مخصوص واسم معلوم (وكالبسر الذي يكون مرة بلحا) البلح محركة بين الخلال والبسر والخلال (بفتح خاء نوعيست ازغوره خرما كذا في الكنز). وقال الجوهري: البلح قبل البسر، لأن أول التمر طلع ثم خلال ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب، ثم تمر (ومرة بسرا) وهو ما كان فيه شئ من الحموضة (ومرة رطبا) وهو ما فيه حلاوة خالصة من الحموضة (ومرة تمرا فتتبدل عليه الأسماء والصفات، والله بخلاف ذلك) المقصود بيان أن هو في الأبد هو هو في الأزل، إلا أن إثبات هذا لما كان متوقفا على عدم عروض التغير والتبدل له مطلقا تعرض له أولا مطلقا ثم أوضحه بأمثلة جزئية، تقريبا إلى الفهم. * الأصل: 6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد سئل عن الأول والآخر، فقال: الأول لاعن أول قبله، ولا عن بدء سبقه، والآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين ولكن قديم أول آخر، لم يزل ولا يزول بلا بدء ولا نهاية لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ. * الشرح: (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد بن حكيم، عن ميمون، البان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وقد سئل عن الأول والآخر فقال: الأول لا عن أول قبله ولا عن بدء سبقه) البدء والبدئ بالهمزة أخيرا وقد يشدد الياء على فعل وفعيل: السيد الأول في السادة يعني هو الأول لكل شئ الذي لم ينشأ وجوده عن أول قبله وعن موجد سبقه لأنه الموجد لجميع الكائنات وإليه ________________________________________ = يعتبر بالنسبة إلى كل واحد واحد من التغيرات التي لا ينفك عنها الممكن البتة فهو تعالى بعد كل شئ لأنه وإن اعتبر بالنسبة الى مجموع الممكنات فآخريته ليس بالزمان بل بالعلية الغائية كما أنه تعالى مقدم بالعالية الفاعلية، والدليل عليه أن كل ممكن متغير وكل متغير ناقص، والله تعالى كامل، وغاية الناقص التقرب الى الكامل. (ش) ________________________________________