عليها ومعنى لبيك إجابة بعد إجابة والإجابة الأولى إجابة ألست بربكم قالوا بلى أي أنت ربنا والثانية لتأذين إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الناس بالحج فأجابوه في أصلاب آبائهم فمن أجابه مرة حج مرة ومن زاد في الإجابة زاد في الحج فالمعنى أجبتك في هذا الإحرام كما أجبتك فيما تقدم وأول من لبى الملائكة عليهم الصلاة والسلام وكذا أول من طاف وفي مشروعيتها تنبيه على إكرام الله تعالى عباده بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاء منه سبحانه وتعالى و ندب دخول مكة نهارا أي ضحى قال زروق يستحب لمن أتى مكة أربع نزوله بذي طوى وهو الوادي الذي تحت الثنية العليا ويسمى الزاهر واغتسال فيه ونزول مكة من الثنية العليا ومبيته بالوادي المذكور فيأتي مكة ضحى و ندب دخول البيت أي الكعبة لزيارتها والتبرك بها ليلا أو نهارا كما في النقل ولذا أخره عن الظرف والأصل عدم الحذف من الثاني لدلاله الأول ومقتضى كون ستة أذرع من الحجر من البيت أن من دخلها أتى بهذا المستحب و ندب دخول مكة من كداء بفتح الكاف ممدودا منونا إن لم يؤد لازدحام وأذية وإلا تعين ترك الدخول منه لمدني أي آت من طريق المدينة كما في المدونة لا لآت من غيرها وإن مدنيا الفاكهاني المشهور ندبه لكل محرم وإن لم تكن طريقه لاستقبال الداخل وجه الكعبة ولأنه الموضع الذي دعا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ربه تعالى فيه بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم فقيل أذن في الناس بالحج ولذا قال يأتوك دون يأتوني و ندب دخول المسجد الحرام من باب بني شيبة المسمى باب السلام وإن لم يكن في طريق الداخل و ندب خروجه أي المدني أيضا وهو ظاهر من كلامهم ومن جهة المعنى