فعبدي فلان حر فإنه إنما قصد الامتناع من دخول الدار وغير بالرفع صفة التزام وخرج بقوله لا يفتقر لقبول نحو ثوبي صدقة مثلا على فلان وشمل قوله ما يجب بإنشاء المندوب نحو أنت حر إلا أنه تقدم فيقيد بما ليس بمندوب كالطلاق والظهار وقوله معلق إلخ بالرفع صفة ما يجب لأن ما نكرة موصوفة نحو أنت طالق إن دخلت الدار ومثل المصنف لليمين فقال كبالله والله وتالله ومثله الاسم المجرد من حرف القسم كالله لا فعلت أو لأفعلن وهالله بحذف حرف القسم أي الواو وإقامة ها التنبيه مقامه وأيم الله بفتح الهمز وكسره وكذا أم وكذا أصلهما وهو أيمن فهذه ستة وم ومن بتثليث الميم فيهما فهذه ثنتا عشرة لغة كل منها يمين كما صوبه ابن رشد ومعناها البركة القديمة فإن أريد بها الحادث لم تكن يمينا وإن لم يرد واحد منهما ففي كلام الآبي ما يفيد أنها يمين وحق الله إن أراد عظمته أو استحقاقه الألوهية أو حكمه أو تكليفه أو لم يرد شيء فإن أريد به الحقوق التي له على عباده من العبادات التي أمرهم بها فليست بيمين والعزيز من عز يعز بفتح العين في المضارع أي الذي لا يغلبه شيء وقال ابن عباس رضي الله عنه الذي لا يوجد له مثل أو بكسرها أي الذي لا يكاد يوجد غيره كما قال الفراء وأل فيه للكمال أي الكامل العزة ويصح جعلها للعهد الحضوري وهذا ما لم يرد من جعله الله عزيزا من المخلوقين وعظمته وجلاله إذا أريد بهما المعنى القديم وهو وصفه تعالى القديم الباقي فإن أريد عظمته وجلاله اللذان خلقهما في بعض مخلوقاته فليستا بيمين وإرادته تعالى ولطفه وغضبه ورضاه ورحمته وميثاقه عند الأكثر كما في ابن عرفة إلا أن يريد الحادث في الخلق وكفالته أي التزامه تعالى ويرجع لكلامه القديم وهو من صفات المعاني وكلامه والقرآن والمصحف إن نوى المعنى القديم الذي ليس بحرف ولا صوت