أنها فصل الخطاب الذي أوتيه لأنها تفصل بين المقدمات والمقاصد وقيل أول من نطق بها يعقوب وقيل أيوب وقيل سليمان عليهم الصلاة والسلام وقيل قس بن ساعدة الأيادي وقيل يعرب بن قحطان وقيل سحبان وائل وعلى هذه الأقوال ففصل الخطاب الذي أوتيه داود عليه السلام البينة على المدعي واليمين على من أنكر والأول أشبه كما قاله الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره ويمكن الجمع لكن نسبة أولية ذلك لسحبان وائل ساقطة جدا نعم زعم بعض الناس أن سحبان أول من نطق بها في الشعر فقال لقد علم القوم اليمانون أنني إذا قلت أما بعد أني خطيبها وقد نظم الشمس الميداني ذلك مع زيادة آدم عليه السلام فقال جرى الخلف أما بعد من كان باديا بها عد أقوالا وداود أقرب ويعقوب أيوب الصبور وآدم وقس وسحبان وكعب ويعرب فقد أكثر أئمتنا الحنابلة سلفا وخلفا رحمهم الله تعالى في علم الفقه وهو لغة الفهم وعرفا معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بالفعل أو القوة القريبة أو الأحكام المذكورة نفسها والفقيه من عرف جملة غالبة كذلك بالاستدلال وموضوعه أفعال العباد من حيث تعلق الأحكام الشرعية بها ومسائله ما يذكر في كل باب من أبوابه من التصنيف أي التأليف وهو ضم ما تفرق من المسائل بعضه إلى بعض وجعله مجتمعا ومهدوا أي بسطوا قواعد جمع قاعدة وهو أمر كلي منطبق على جزئيات موضوعه المذهب بفتح الميم مفعل من ذهب يذهب إذا مضى بمعنى الذهاب أو مكانه أو زمانه ثم نقل إلى ما قاله المجتهد بدليل ومات قائلا به وكذا ما جرى مجراه أحسن تمهيد أي سووه أحسن تسوية وترصيف أي رصفوه أحسن ترصيف والترصيف