[ 44 ] التوفيق واضافة المحاربة إلى النفس والشيطان من اضافة المصدر إلى المفعول أي محاربتي ايا هما فقد وكلنى اه أي فقد طرحني إلى مكان التعب والحرمان والنفس تطلق على ذات الشئ وتطلق على كمال اول لجسم طبيعي آلى فتنقسم إلى نفس سماوية وارضية والارضية إلى نفس نباتية وحيوانية وانسانية فتقابل الصورة النوعية المعدنية والطبيعية ويطلق على جوهر مجرد في ذاته دون فعله عن المادة فتقابل العقل المفارق في ذاته وفعله عن المادة وتطلق في اصطلاح العارفين على واحدة من اللطايف السبع من الانسان المتداولة عندهم وهى الا بطن السبعة لهذه الاية الكبرى من الطبع والنفس والقلب والروح والسر والخفى والاخفى وفسروها بالروح البخاري الحيوانى المتداول في لسان الحكيم والسبب فيه ان رحى الشهوة والغضب والفرح والغم والخوف والرجا ونحوها يدور على ذلك الروح البخاري وزيادته ونقصانه وتكدره واشراقه فتقابل اللطايف الاخر وتقابل العقل العملي فيقال هذا مقتضى النفس وذاك مقتضى العقل وهذا يسير في منازل النفس وذاك يسير في منازل القلب وقد مر في الفتح ما يوافقه ويطلق عند هم تأسيا بكتاب الله وسنة نبيه على النفس الامارة واللوامة فتقابل النفس الملهمة والمطمئنة والعقل بقسميه النظرى والعملي والنفس الناطقه في اصطلاح الحكيم تطلق على جميع اللطايف السبع المذكورة إذا عرفت هذا فالنفس في قول الداعي عند محاربة النفس والشيطان يراد بها المعنى الاخير وفى حديث كميل عن على (ع) اقسام النفس ببعض المعاني المذكورة نذكره تيمنا قال سئلت مولانا امير المؤمنين عليا (ع) فقلت اريد ان تعرفني نفسي قال (ع) يا كميل واى الانفس تريد ان اعرفك قلت يا مولاى هل هي الا نفس واحدة قال (ع) يا كميل انما هي اربعة النامية النباتيه والحسيه الحيوانيه والناطقة القدسية والكلية الالهية ولكل من هذه خمس قوى وخاصيتان فالنامية النباتيه لها خمس قوي جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية ولها خاصيتان الزيادة والنقصان وانبعاثها من الكبد والحسية الحيوانية لها خمس قوى سمع وبصر وشم وذوق ولمس ولها خاصيتان الشهوة والغضب وانبعاثها من القلب والناطقة القدسية لها خمس قوى فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ________________________________________