[ 39 ] لان الكل من معدن العصمة والطهارة الا ان الاكثر اخلدوا إلى الارض واتبعوا اهوائهم عرضا وقسرا وصاحب الخصايص الثلث المذكورة قلما يتفق والتخلق بالاخلاق السبحانية شذان يرتزق ولكنه امر مضبوط واجب الوقوع وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح المصراعان في الابواب بابان منصوبان ينضمان جميعا مدخلهما واحد فهما كمصراعين في بيت والرحمة فيه تعالى ليست رقة القلب لانها انفعال وهو تعالى فعال مطلق بل هي الوجود المنبسط على كل مهية بحسبها وعلى كل مادة بقدرها فرحمته الواسعة في العقل عقل وفى النفس نفس وفى الطبع طبع وبالجملة جرى حاضر الوقت على لسان القلم قد عم رحمته كلا بما لا قوا في السم سم وفى الترياق ترياق والفلاح الفوز والنجاة استعير الفتح للدخول في الصبح استعارة تبعية وذكر المصاريع والمفاتيح ترشيحا ان قلت احسن السجع على ما قال ابن الاثير ما تساوت قراينه نحو اما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر ثم ما طالت قرينته الثانيه نحو خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه قلت هذه تعد فقرة واحدة خاتمتها الفلاح وقد اوثر المصراع من مطلق الباب لان باب الصباح هو الوضع الفلكي الخاص وهو سيال وكل ممتد قارا كان أو غير قار متجز إلى غير النهاية فكل وضع مركب من متقض ومتكون ومتصرم ومتجدد وايض مركب من الوجود والمهية وكذا مهيته من الجنس والفصل ووجوده من وجه يلى المهية ووجه يلى الرب ولذا ذكر المصاريع بصيغة الجمع طوالع ولوايح لتأويل مصارع ومفاتح وكما يسئل من عناية الفتاح الرحيم فتح مصاريع الصباح الظاهرى لنا بمفاتيح رحمته فليسئل فتح مصاريع الصباح الباطني بالفتوحات الربانية بناء على تأويل الفقرة الشريفة وذلك ايض قسمان صوري ومعنوي اما الصوري فظهور البوارق واللوايح واللوامع من الانوار التى تظهر للسلاك إلى جنابه الاقدس المسماة بهذه الاسامي في اصطلاح العرفاء وقد ذكر الشيخ الاشراقى شهاب الدين السهروردى س في اواخر كتاب حكمة الاشراق عشرة انواع من النور يشرق على اخوان التجريد من اراد تفصيلها وتميزها فليطالع من هناك واما المعنوي فليعلم ان قد استقر على السنتهم تسمية كل من اقسام الفتح باسم كالفتح القريب والفتح المبين والفتح المطلق فالاول ما انفتح على العبد من مقام القلب وظهور صفاته وكمالاته عند قطع منازل النفس والترقى ________________________________________