[ 27 ] والامان كما قدم على الايمان في دعاء اخر وهو اللهم انى اسئلك الامن والايمان بك واضافة المهاد وهو الفراش والمهد إليه من قبيل اضافة المشبه به إلى المشبه مثل لجين الماء وذهب الاصيل والفقرة من باب التمثيل لرافته وشفقته فانه اشفق بك من الام الشفيقة فهو كالتمثل المركب في قولهم اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى فقد مثل رافته وعطوفته بعباده بحال ام شفيقة أو اب رحيم عطوف ينيم الولد في المهد مراقبا محارسا له من غير ان يكون في المفردات مجاز وعليه حمل كثير من متشابهات القران مثل قوله تعالى الرحمن على العرش استوى والسماء بنيناها بايد وغير ذلك وقد قال الحكماء ان الناس للتخييل والتمثيل اطوع منهم للتصديق بل رجح بعضهم كثيرا من القياسات الشعرية على كثير من الخطابيات ومن امهات الجوالب اليقظة كما قال (ع) تلقينا وايقظني إلى ما منحنى به من مننه واحسانه أي نبهنى عن سنة الغفلة حتى صرت شديد التوجه إلى ما جاد على به منذ اول عمرى من عطاياه فحاسبت ووازنت بين طاعاتى القليلة ومننه الكثيرة وتفضلاته الجمة الغفيرة وحسن ترتيبي بان عدلنى وسوانى بعد تخمير طينتي بيديه المباركتين الجمالية والجلالية ونفخ فيها من روحه والهمنى مصالحي حين كنت في الظلمات الثلث وبعده والقى في قلب الام من رحمته وعطوفته ولولا ان الرحمة من عنده لما سلب منها الراحمة والدعة للاشتغال بحضانتى ولما آثرنى على نفسها وهكذا وكل على جما غفيرا وعددا من الاسباب خظيرا لحفظى وكلايتى حتى بلغت اشدى فوفقني لمعرفته والايمان به علما وايقانا وشهودا وعيانا حتى نوه باسمى في الملا الاعلى كما في دعاء ابى حمزة الهى ربيتني في نعمك واحسانك صغيرا ونوهت باسمى كبيرا فيا من ربانى في نعمه صغيرا ونوه باسمى كبيرا وبالجملة فوجد ت طاعاتى في جنب نعمه وآلائه كقطرة في بحر لجى بل لا شيئا في الحقيقة لان الطاعة ايض بتوفيقه وبحوله وقوته كما قال تبارك وتعالى قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان فالكل من مننه واحسانه والمنن جمع المنه بالكسر إلى النعمة والمن العطا وكثيرا ما يرد بمعنى الاحسان ومنهما ماخوذ اسمه تعالى المنان واما المنان بمعنى الذى لا يعطى شيئا الا من به واعتده على من اعطاه فلا يطلق عليه تعالى لانه مذموم في الخلق فضلا عن الخالق جل شانه وفى الادعية السجادية يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان واما قوله تعالى بل الله يمن عليكم فهو من باب صنعة المشاكلة وانه لو جاز عليه الامتنان لكان له المنة علينا لا لنا عليه ثم في قوله ارقدنى وايقظني ________________________________________