[ 26 ] وقال الاشراقيون حضوري أي وجودها علمه بها والحق هو الثاني واما المطلب الثاني فنقول علمه تعالى له مرتبتان علم عنائي ذاتي في مقام الخفا والغيب المطلق وعلم فعلى في مقام الظهور والفعل فالاولى مقام التفصيل في الاجمال وهو ما قال الحكماء الراسخون فيه ان بسيط الحقيقة كل الاشياء بنحو اعلى وليس بشى منها والثانية مقام الاجمال في التفصيل الله نور السموات والارض وفيه قال الحكماء الالهيون صفحة نفس الامر وصحيفة عالم الوجود في الاعيان بالنسبة إليه تعالى كصفحة الاذهان بالنسبة الينا ففى الاولى وجدان ذلك البسيط كل وجود بنحو اعلاه علم سابق على كل مرتبة فان العلم بالشئ هو حضوره للمجرد واى حضور اشد من حضور النحو الاعلى من الشئ للمجرد المنطوى في حضور ذاته لذاته فان علمه بذاته على وجه يستتبع علمه بما عدا ذاته والاستتباع والاستلزام هنا على التحقيق من قبيل الملزوم واللازم الغير المتأخر في الوجود كما في مفاهيم اسمائه وصفاته بالنسبة إلى وجود ذاته وصور اسمائه وصفاته من المهيات والاعيان الثابتات كذلك بالنسبة إلى وجود ذاته فهو تعالى عن المثل والتشبيه كمرآة فيها صور جميع الاشياء إذا كانت عالمة بذاتها حاضرة ذاتها لذاتها ثم في مقام العلم الفعلى الثانوي ايض علم سابق لان وجود الاشياء بما هو مضاف إليها معلوم الله وهو بما هو مضاف إلى الله علمه ومعلوم ان اضافته إلى الله سابقة سبقا ذاتيا ازليا على اضافته إلى مهياتها الامكانية وهو بما هو معلوم ليس صفة لله تعالى وفيه التغير والتغاير وبما هو علم صفة فعلية لله ليس فيها تكثر كما قال تعالى وما امرنا الا واحدة ولا فيها تغير كما قال الحكماء الازمنة والزمانيات بالنسبة إليه تعالى كالان والامكنة والمكانيات بالنسبة إليه كالنقطة فلا دثور ولا زوال ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولا مضى ولا حال ولا استقبال لديه ليس عند ربى صباح ولا مسا بل هذا هكذا عند مقربى حضرته فضلا عن جنابه الاقدس بل عنوان الوجود إذا تذكرت احكامه المذكورة في العلم الالهى يرشدك إلى ما ذكرنا فضلا عن عنوان الوجوب وفى العلم مباحث شريفة ولكن فيما ذكرنا غنية للمستبصر يا من ارقدنى في مهاد امنه وامانه ارقدنى انامنى والامن ضد الخوف وهو اطمينان القلب وسكون النفس والامان الحراسة والكلائة ولما مجده تعالى بذكر طايفة من الفضايل بعضها ثبوتية جمالية وبعضها سلبية جلالية كما قال تعالى تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام شرع في تعظيمه بذكر بعض امهات الفواضل بعضها من باب جلب المنفعة من باب دفع المضرة ومن امهات جوالب المنفعة الامن ________________________________________