[ 24 ] هي الشهود والعلم الاشراقى الحضوري فكيف طلب موسى (ع) الرؤية وهو طلب الحاصل له وكيف اجيب بلن تراني قلت الرؤية والشهود على وجه حاصل لاكثر الاولياء ولاكثر الانبياء عادته وديدنه وانما طلب الرؤية على وجه اقتضاه مقام الخاتمية وبوجه اخر اقوال لطلاب الحق جل شانه مراتب فمنهم من يراه بان يشاهد الكل مظاهر اسمائه ومجالى صفاته وهذا مقامه ولكن يطلب ان يراه بان يشاهد اسمائه وصفاته ويستهلك في نظر شهوده المظاهر فيرى الحيوان مظهر المدرك السميع البصير والملك مجلى السبوح القدوس والانسان مظهر اسم الجلالة وهكذا ولكن يطلب مقاما اشمخ واعلى منه وهو ان يرى المدرك السميع البصير السبوح القدوس من غير ان يرى الحيوان والملك أو يرى الله جل جلاله من غير ان يرى الانسان وهكذا ومنهم من هو في المقام الثاني اعني يرى السميع البصير لا الحيوان والسبوح القدوس لا الملك والله تعالى لا الانسان الكامل ولكن يطلب مقاما اشمخ منه وهو ان يرى المسمى والموصوف لا الاسماء والصفات لان كمال الاخلاص نفى الصفات كما هو المأثور عن صاحب هذا الدعاء فيقال له لن تراني إذ لا يرى ذاته كما هو هو الا هو ويتلاشى عند نار هذا التجلى كل ما هو سوى ذاته فلا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا الو العزم ولا آدم ولا خاتم ويقال ان في التورية انه لا يرانى ابن ادم وهو حي أي بحيوته الامكانية وبانيته المحدودة وقريب من هذا ما ورد انه لا يقوم القيمة وعلى وجه الارض من يقول الله الله وتخصيص الاشاعرة الرؤية بالاخرة باعتبار ان الكامل بما هو مشاهد للامور الباطنة اخروى وان كان ببدنه بعد في الدنيا أو باعتبار ان اعذب انحاء الشهود واحلاها واخلصها عن الشوايب واصفاها وامثلها واسناها يتيسر في الاخرة كما قال تعالى فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد وكما قال الناطق بكلمة لم اعبد ربا لم اره والمبدى بمخزونة لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا عند الشهادة فزت برب الكعبة واما الرؤية البصريه فلا ينبغى للعاقل ان يتوقف في محاليتها لانها لا تعقل بلا مكان وجهة وبدون مقابلة ومواجهة وتاثير القوى الجسمانية وتاثرها بمشاركة الوضع وكل ذلك من لوازم الجسمية والاشاعرة ايضا متحاشون عنها ومن اصر منهم على الرؤية البصرية فنحن نتبرئ منهم وما حققنا انما هو تفسير وتاويل للروية والنظر الواردين في كلام الله تعالى ورسوله واوليائه وبذل جهدنا انما هو فيه ثم ان بين قرب وبعد تضادا كما ان بين الظنون والعيون ايهام التضاد وعلم بما كان قبل ان يكون ________________________________________