[ 23 ] المعتزلة إلى الامتناع دنيا وآخرة والاشاعرة إلى الجواز آخرة فقالوا انه تعالى يرى وينكشف لعباده المؤمنين في الاخرة انكشاف البدر المرئى وحرر بعض متاخريهم محل النزاع بانه لا نزاع للنافين في جواز الانكشاف التام العلمي ولا للمثبتين في امتناع ارتسام صورة من المرئى في العين أو اتصال الشعاع الخارج من العين بالمرئى وانما محل النزاع انا إذا عرفنا الشمس مثلا بحد أو رسم كان نوعا من المعرفة ثم إذا ابصرناها وغمضنا العين كان نوعا آخر من المعرفة فوق الاول ثم إذا فتحنا العين حصل نوع آخر من الادراك فوق الاولين نسميه الرؤية ولا تتعلق في الدنيا الا بما هو جهة ومكان فمثل هذه الحالة الادراكية بل تصح ان تقع بدون المقابلة والجهة وان تتعلق بالحق المتعال منزها عن الجهة والمكان ام لا والكتب الكلامية مشحونة بذكر حجج الفريقين من اراد فليطالعها والحق ان مراد محققى الاشاعرة من الرؤية هو شهود الحق بالحق بعين اليقين أو حق اليقين كما مر في بعض وجوه قوله (ع) يا من دل على ذاته بذاته وهو مجمع عليه للعرفاء الشامخين والعقلاء والمتكلمين بل جميع ارسال الرسل وانزال الكتب وارشاد الكاملين المكملين انما هو للايصال إلى هذه البغية العظمى والغبطة الكبرى كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وفى القدسي خلقت الخلق لكى اعرف والفلاسفة قالوا الفلسفة هي التشبه بالاله أو التخلق باخلاق الله علما وعملا وجعلوا اخيرة مراتب العمل ايض الشهود والمعرفة فان العمل تهذيب الظاهر وتهذيب الباطن والتحلى بالفضايل والفناء ثم فسروا الفنا بان يرى ويشاهد كل قدرة مستغرقة في قدرة الله تعالى وكل علم مستهلكا في علمه تعالى بل كل وجود وكمال وجود مستهلكا في وجوده فانظر إلى جعلهم غاية العمل هي المعرفة والشهود ولذا فسر المفسرون ليعبدون بقولهم ليعرفون وكما ان المعرفة الشهودية هي الغبطة العظمى فالحرمان عنها هو الغبن الافحش وسم باب الارقش كما اخبر عن سوء عاقبة المحرومين كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وفى دعاء كميل عن على (ع) فهبني يا الهى وسيدي ومولاى وربى صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك وفى مناجاة الشيخ عبد الله الانصاري قدس سره الهى چون آتش فراق داشتى با آتش دوزخ چكار داشتى وقولهم في تحرير محل النزاع فمثل تلك الحالة الادراكية اه ينادى بذلك فانه يكون من باب خذ الغايات ودع المبادى وبذلك فليتصالح الفئتان فان الانكشاف التام العلمي المجوز عند المعتزلة يحمل على العلم الحضوري ولا يقتصر على الحصولي ان قلت إذا كان المراد بالرؤية ________________________________________