وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 21 ] وان بعض الظن اثم اقول المراد بالظن هنا العلم والادراك المط من باب عموم المجاز أو عموم الاشتراك أو تسمية العام باسم الخاص وانما عبر عنه بالظن لوجهين احد هما التأسي بالحديث القدسي قال تعالى انا عند ظن عبدى بى ولذا قيل فليحسن العبد ظنه بربه وثانيهما ان العلوم من حيث هي مضافة الينا ينبغى ان تسمى بالظنون لشباهتها بها سيما ما يتعلق منها بالمبدء فان العقل وان امكنه اكتناه الاشياء الا انه لا يمكنه اكتناه واجب الوجود وانما هي ايقانات بل حق اليقين بما هي مضافة إلى الله الملقى وفى التعبير بالظن عن الظان الذى هو العقل اشارة إلى اتحاد العاقل بالمعقول على ما هو مذهب بعض المحققين وليست الاضافة من قبيل جرد قطيفة واخلاق ثياب سيما على نسخة خطرات الظنون ولا بيانية بل لامية وفقا لقوله ملاحظة العيون واتحاد العاقل والمعقول معناه الصحيح الحقيق بالتصديق امران احد هما ان المعقول بالذات لا بالعرض ظهور واشراق من العاقل بلا تجاف لذاته من مقامه وظهوره واشراقه المعنوي لا يباينه لقد خلقكم اطوارا فكل معقول شان من شئون العاقل وللعاقل في كل شان من شئونه شان ولذاته شان ليس للشئون فيه شان فالمعقولات مفاهيمها مجالي اشراق النفس ووجودها فيض النفس المنبسط على كل بحسبه كما ان وجود المفاهيم والمهيات الامكانية في الخارج اشراق الله وفيض الله المنبسط على كل بحسبه الله نور السموات والارض وثانيهما ان العاقل في مقامه الشامخ جامع لوجود كل معقول بالذات بنحو اعلى وابسط فهو مقام رتقها وهى مقام فتقه وهو مقام اجمالها وهى مقام تفصيله فهو كالمحدود وهى كالحد وهو كالعقل البسيط وهى كالعقول التفصيلية ثم ان قرب الحق تعالى من الخواطر الربانية واضح فانها خطاباته وكلماته مع قلوب ارباب القلوب وكلام المتكلم ولا سيما الكلمات التامات المجردات مأخوذة لا بشرط لا يباينه واما قربه من الخواطر الاخرى سيما الملكية فلان وجود تلك الخواطر مضاف إلى الله تعالى بالوجوب فان نسبة الشئ إلى فاعله بالوجوب والى قابله بالامكان وايض نسبة حقيقة الوجود إلى الوجود الصرف بالحقيقة والى المهية بالمجاز وايض إليه اولا وبالذات واليها ثانيا وبالعرض ولذا قال امير المؤمنين على (ع) ما رايت شيئا الا ورايت الله قبله وهذا القرب ليس قرب شيئ من شيئ وانما هو قرب شيئ بحقيقة الشيئية من فيئ من حيث هو فيئ ثم ان كون الوجود بشراشره حتى وجود الشيطان والشيطانى ووجود ________________________________________