[ 20 ] والاحاطة ولكن لابد من الخروج عن جهة التعطيل والتشبيه لان من نفاه فقد انكر ربوبيته وابطله ومن شبهه بغيره فقد اثبته بصفة المخلوقين المصنوعين الذين لا يستحقون الربوبية ولكن لابد من اثبات ان له كيفية لا يستحقها غيره ولا يشاركه فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره اقول هذا الحديث مثل فقرة الدعاء اشارة إلى ان له تعالى صفات هي عين ذاته وليس له معاني واحوال زايدة قديمة خلافا للاشاعرة ولا حادثة خلافا للكرامية قال على (ع) كمال الاخلاص نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف ولشهادة كل موصوف انه غير الصفة فمن وصفه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه يا من قرب من خواطر الظنون عند اهل الطريقة وارباب السلوك الخاطر ما يرد على القلب من الخطاب أو الوارد الذى لا تعمل للعبد فيه وما كان خطابا فهو على اربعة اقسام ربانى وهو اول الخواطر ويسمى نقر الخاطر ولا يخطى ابدا وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم الاندفاع وملكى وهو الباعث على مندوب أو مفروض وبالجملة كل ما فيه صلاح ويسمى الهاما ونفساني وهو ما فيه حظ للنفس ويسمى هاجسا وشيطانى وهو ما يدعو إلى مخالفة الحق قال الله تعالى الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء وقال النبي صلى الله عليه وآله لمة الشيطان تكذيب بالحق وايعاد بالشر ويسمى وسواسا ويعير بميزان الشرع فما فيه قربة فهو من الاولين وما فيه كراهته أو مخالفة شرعا فهو من الاخرين ويشتبه في المباحات فما هو اقرب إلى مخالفة النفس فهو من الاولين وما هو اقرب إلى الهوى وموافقة النفس فهو من الاخرين والصادق الصافى القلب الحاضر مع الحق سهل عليه الفرق بينها بتيسير الله وتوفيقه كذا قيل والظن يراد به الاعتقاد الراجح وقد يراد به اليقين كقوله تعالى يظنون انهم ملاقوا ربهم وقوله تعالى فظن ان لن نقدر عليه كما ذكر المحقق العلامه شيخنا البهائي رحمه الله في الحديث السابع عشر من كتابه الاربعين فقال المأمون لله درك يا ابا الحسن فاخبرني عن قول الله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فقال الرضا (ع) ذلك يونس بن متى (ع) ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن ان لن نقدر عليه ان لن نضيق عليه رزقه الحديث وقد يق انه من الاضداد فيطلق على الراجح والمرجوح وعلى الثاني حمل قوله تعالى ان نظن الا ظنا وان الظن لا يغنى من الحق شيئا ________________________________________