[ 14 ] والمتساويان ما لم يترجح احدهما بمرجح منفصل لم يقع وذلك المرجح ان كان ممكنا كان الكلام فيه كالكلام في الاول حتى ينتهى إلى مرجح واجب بالذات دفعا للدور والتس ومنها طريقة الحركة للحكماء الطبيعيين وهى ان المتحرك لابد له من محرك غيره إذ المتحرك لا يتحرك عن نفسه فذلك المحرك ان كان متحركا فالكلام فيه كالكلام في الاول حتى ينتهى إلى محرك غير متحرك دفعا للدور والتس وهو الواجب بالذات وقد يستدلون عن متحرك خاص كالفلك والنفس الناطقه والكلام في تفضيل الطريقة الحقة على هاتين الطريقتين كالكلام في طريقة اهل الكلام نعم كما اشرنا اولا هذه ايض طرق إلى الله تعالى لكن اين ضياء الشمس من ضوء السراج وثانيها ان العقل باي دليل يستدل عليه ما لم يستودع من حول الله تعالى ولم يستعر من قوة الله ولم يكتحل بنور الله سبحانه لم يعرف شيئا ولله در من قال إذا رام عاشقها نظرة * ولم يستطعها فمن لطفها * اعارته طرفا راها * به فكان البصير بها طرفها والى هذا ينظر قول من قال في الحمد لله يراد بالحمد القدر المشترك بين المبنى للمفعول والمبنى للفاعل أي المحمودية والحامدية له ومعلوم انه لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وهذا احد وجوه قوله (ع) رب لا احصى ثناء عليك أي من حيث انا انا وانت انت وظاهر انه شرك خفى واثبات وجود مقابل له فكيف يكون التثنية ثناء انت كما اثنيت على نفسك أي نور وارد منك يثنى عليك بحيث لا اكون في البين وقيل بينى وبينك انى ينازعني فارفع بلطفك انى من البين وقيل وجودك ذنب لا يقاس به ذنب وسئل عارف بم عرفت ربك قالوا بواردات ترد على قلبى من عنده فبقوة العقل من حيث هو عقل لا يمكن ان يتخطى إلى ما هو فوق عالم العقل والجسم بل بقدرة مستعارة من فنائه وبعين ناظرة مستدانة من جنابه لان المدرك لابد ان يكون من سنخ المدرك وفى دعاء ابى حمزة الثمالى عن على بن الحسين (ع) لولا انت لم ادر ما انت وعن العارف الكامل الشيخ عبد الله الانصاري ما وحد الواحد من واحد إذ كل من وحده جاحد * توحيد من ينطق عن نعته * عارية ابطلها الواحد توحيده اياه توحيده * ونعت من ينعته لاحد وثالثها ان لله تعالى في نوع البشر مظاهر ومرائي هم المثل الاعلى له تعالى وبقية الله وتذكرة الله كما قال صلى الله عليه وآله من رانى فقد راى الحق وما انسب بالمقام قول مهيار بن مزدويه الديلمى هبى لي عينى واحملي كلفة الاسى ________________________________________