[7] "رجيم" ومطرود من حضرته ، فانّه يدعوا الآخرين للاصطباغ بصبغته. "الوسواس الخنّاس" صفة للشياطين الذين يضعون النقاب على وجوههم، كالغول الاُسطوري عند العرب ، يسيرون عدّة أيّام في جادة الصواب ، وبعد أن يسحبون مجموعة من الناس خلفهم ، ينحرفون عن الصراط المستقيم ، ويلقون بهم في أدوية "الضالّين" و "المغضوب عليهم" المرعبة. إذن ماذا ينبغي القيام به ؟ وأين طريق النجاة ؟ ياتُرى ، هل يمكن طي هذا الطريق بأرجل العقل الخشبية فقط ، على الرغم من أنّ هذه الأرجل الخشبية تُعدّ وسيلة من الوسائل التي وهبها الله تعالى ونوراً من الأنوار الإلهية ؟! أم يجب ركوب أجنحة الوحي والصعود إلى سماء المعرفة ، والذهاب لأبعد من ضوء الشمع والمصباح ، فنمدَّ أيدينا نحو الشمس المتلألأة ، ونستمدّ العون منه للوصول إليه ، لنحصل على الدليل من ذاته على ذاته ؟ حيث انّ مضمون حديث رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) "مَنْ اِبتَغى العِلْمَ في غَير القُرآن أَضَلَّهُ الله" ينصّ على ذلك، وهل يوجد غيره، يعرفه حقّ معرفته ليتمكّن من تعريفه للآخرين؟ انّ هذا الكتاب وهو المجلّد الثالث من التفسير الموضوعي لـ "نفحات القرآن" هو عبارة عن جهد متواضع في هذا المجال لمعرفة الله في مختلف الطرق بتوجيه آيات القرآن المجيد، وتأييد حكم العقل بلسان النقل، وترسيخ اُسس البرهان بآيات الوحي. محرّم الحرام 1410 قم المقدّسة ـ الحوزة العلمية &مرداد 1368 ناصر مكارم الشيرازي