[6] فيدخلونها بكل اطمئنان وهدوء. ليطفئوا نيران الشرك المحرقة ويحيلونها الى روضة للتوحيد. وان يركبوا في سفينة المعرفة المنجية كما ركبها نوح، ليُغرق كل الذين يدعون ويلهجون بغيره ـ حتّى الكنعانيون منهم ـ . وان يطرقوا على رأس "السامري" دون وجل ، ويحرقوا عجله الذهبي المنمَّق الذي يتسبب في جذب قلوب المتعلّقين بالدنيا ومحبّي الثروة واكتناز الذهب في نار غضبهم المقدّسة. وينثروا رماده في بحر الفناء! أجل فانّ سالكي هذا الطريق يكرّرون ما قام به الأنبياء المرسلون في سيرهم الظاهري في هذا العالم من خلال سيرهم الباطني للوصول إلى الهدف والمراد وه "معرفة الله". وفي نهاية المطاف يلبّون النداء الـروحي لنبي الإسلام ( (صلى الله عليه وآله وسلم) ) " قولوا لا اِله إلاّ الله تفلحوا " ، فيقتربون من أعلى مقامـات الفلاح والفوز من خـلال ترديدهم لنغمة التوحيد الروحية السامية بجميع أجزاء وجودهم "حتّى الويد والشريان". فيخرجون بهذا السير والسلوك الإلهي من "دار الطبيعة" ليجدوا طريقهم إلى "دار الحقيقة" ومقام القرب الإلهي. * * * ولكن النقطة المهمّة تكمن في أنّ هذا الطريق يمتاز بكثرة المنحدرات والمرتفعات والمنعطفات التي تكمن في مسالكها شياطين الجنّ والإنس. ويبذلون الجهد الجهيد لحرف سالكي هذا الطريق "بزخرف القول"، لأنّ إمامهم وزعيمهم إبليس أقسم بعزّة الله وجلاله منذ البدء لاغوء بني آدم، ولعلمه بأنّه