[550] بحوث 1 ـ العلاقة بين الذنب والفساد ممّا لا شك فيه أن كل ذنب يترك أثره في المجتمع، كما يترك أثره في الأفراد عن طريق المجتمع أيضاً... ويسبب نوعاً من الفساد في التنظيم الإجتماعي، فالذنب والعمل القبيح، وتجاوز القانون، مثلها كمثل الغذاءالسيء والمسموم، إذ يترك أثره غير المطلوب والسيء في البدن شئنا أم أبينا، ويقع الإنسان فريسة للآثار الوضعية لذلك الغذاء المسموم. "الكذب" يسلب الإعتماد. و"خيانة الأمانة" تحطّم الروابط الإجتماعية. و"الظلم" يسبب إيذاء الآخرين وظلمهم. والإفراط في الحرية يجرّ إلى الديكتاتورية، والديكتاتورية تجر إلى الإنفجار. و"ترك حقوق المحرومين" يورث العداوة والحقد والبغضاء، و"تراكم الأحقاد والعداوات" يزلزل أساس المجتمع!. والخلاصة، أن كلّ عمل غير صحيح له أثره السيّء سواء كان ذلك في دائرة محدودة أم واسعة، وأحد تفاسير الآية (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ) هو هذا [ وهذا يبيّن العلاقة الطبيعية بين الذنب والفساد ـ "هنا"] . إلاّ أنّه يستفاد من الروايات الإسلامية أنّ كثيراً من الذنوب ـ إضافة لما ذكرنا ـ تجلب معها سلسلة من الآثار السيئة، وعلاقتها وارتباطها مع تلك الآثار ـ من الناحية الطبيعية على الأقل ـ غير معروفة. فمثلا ورد في الرّوايات الإسلامية أن قطع الرحم يقصر العمر، وأن أكل المال الحرام يورث ظلمة القلب، وأن كثرة الزنا يورث فناء الناس ويقلل الرزق(1). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ في حديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "للزنا عقوبات ثلاث منها في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأمّا العقوبات في الدنيا فإنه يسلب النور من الإنسان، ويبتله بموت الفجأة، ويقطع الرزق. وأمّا التي في الآخرة فهو على سوء الحساب وغضب الله والخلود في نار جهنم" (سفينة البحار ـ مادة زنى).