[41] 1 ـ إِنّهم يحبّون الله ولا يفكرون بغير رضاه، فالله يحبّهم وهم يحبّونه، كما تقول الآية: (يحبّهم ويحبّونه). 2 و3 ـ يبدون التواضع والخضوع والرأفة أمام المؤمنين، بينما هم أشداء أقوياء أمام الأعداء الظالمين ـ حيث تقول الآية: (أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين ...). 4 ـ إِنّ شغلهم الشاغل هو الجهاد في سبيل الله، إِذ تقول الآية: (يجاهدون في سبيل الله). 5 ـ وآخر صفة تذكرها الآية لهؤلاء العظام، هي أنّهم لا يخافون لومَ اللائمين في طريقهم لتنفيذ أوامر الله والدفاع عن الحق، حيث تقول الآية: (ولا يخافون لومة لائم ...) فهؤلاء بالإِضافة إِلى امتلاكهم القدرة الجسمانية، يمتلكون الجرأة والشّجاعة لمواجهة التقاليد الخاطئة، والوقوف بوجه الأغلبية المنحرفة التي اعتمدت على كثرتها في الإِستهزاء بالمؤمنين. وهناك الكثير من الأفراد المعروفين بصفاتهم الطيبة، لكنّهم يبدون الكثير من التحفظ أمام الفوضى السائدة في المجتمع وهجوم الأفكار الخاطئة لدى سواد الناس أو من الأغلبية المنحرفة، ويتملكهم الخوف والجبن، وسرعان ما يتركون الساحة ويخلونها للمنحرفين، في حين أنّ القائد المصلح ومن معه من الأفراد بحاجة إِلى الجرأة والشهامة لتطبيق أفكارهم واصلاحاتهم. وعلى عكس هؤلاء فالذين لا يمتلكون هذه الصفات الروحية الرفيعة، يقفون سدّاً وحائلا دون حصول الإِصلاحات المطلوبة. وتؤكّد الآية في الختام ـ على أنّ إكتساب أو نيل مثل هذه الإِمتيازات السامية (بالإِضافة إِلى الحاجة لسعي الإِنسان نفسه) مرهون بفضل الله الذي يهبها لمن يشاء، ولمن يراه كفؤاً لها من عباده، حيث تقول الآية في هذا المجال: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...).