[39] الغرباء، والعجب كل العجب من أن هذا السبات ما زال يلف العالم الإِسلامي، ولم توقظه بعد الكوارث والنكبات التي أصابته بسبب اعتماده على القوى الأجنبية. على أي حال فإن الأجنبي أجنبي، ومهما اشترك معنا في المصالح وتعاون معنا في مجالات محدودة فهو في النهاية يعتزل عنّا في اللحظات الحساسة، وكثيراً ما تنالنا منه ـ أيضاً ـ ضربات مؤثرة. وما على المسلمين اليوم إِلاّ أن ينتبهوا أكثر من أي وقت مضى إِلى هذا النداء القرآني ولا يعتمدوا على أحد سوى الله وقواهم الذاتية التي وهبها الله لهم. لقد إهتمّ نبيّ الإِسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً بهذا الأمر، حتى أنّه رفض مساعدة اليهود في واقعة (أُحد" حين أعلن ثلاثمائة منهم استعدادهم للوقوف بجانب المسلمين ضد المشركين، فأعادهم النّبي إِلى حيث كانوا ولما يصلوا إِلى منتصف الطريق، وامتنع عن قبول عرضهم في حين أن مثل هذا العدد من الناس كان يمكن له أن يلعب دوراً مؤثراً في واقعة أُحد، فلماذا رفضهم النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ لقد رفضهم لأنّه لم يستبعد منهم أن يخذلوه ويخذلوا المسلمين في أحرج اللحظات وأكثرها خطورة أثناء الحرب، ويتحولوا إِلى التعاون مع العدوّ ويقضوا على ما تبقى من جيش المسلمين في ذلك الوقت. * * *