لموحد المذنب حرى بأن يتوب وتدركه رحمة الله ولطفه بخلاف المشرك العابد .
وأخرج الترمذي عن أنس قال قال رسول الله A قال الله تعالى يا ابن آدم إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا إلا آتيتك بقرابها مغفرة .
وقد دل هذا الحديث على أن الإنسان مهما أتى به من ذنوب واقترف من آثام وإن كانت تعدل ذنوب أكثر العصاة والمجرمين كفرعون وهامان ولكنه سلم عن الإشراك يدل الله سيئاته حسنات وآتاه بقراب هذه الذنوب مغفرة فظهر أن الذنوب تتضاءل أمام عقيدة التوحيد وأن بركتها تغشي المذنب فتمحو خطاياه كما أن للشرك شؤما وظلمة تطغى على جميع الحسنات وتحبط جميع العبادات فإنه إذا وقر في قلب المؤمن واستقر أنه لا إله إلا هو لا رب سواه ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه وأنه لا معقب لأمره ولا راد لقضائه وليس له وكيل ولا شفيع إلا بإذنه فقد تطهر من أوضار الشرك فما صدر عنه من ذنب فهو من مقتضى البشرية ونتيجة النسيان والسهو ويستولي على قلبه الخوف من هذه الذنوب وينال منه كل منال ومن الطبيعي أن