وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 34 ] عليه يعتقد بأن النجاشي في كتابه هذا لم يغفل عن تصحيح أغلاط صدرت عن الشيخ في فهرسته من دون أن يصرح بذلك أو يسمي الشيخ، فأتى بوجه الصواب. وإنى وقفت على مواضع من هذا القبيل حيث إن المقايسة بين الكتابين وسياق تعبير النجاشي يسجل صدق كلام الاستاذ وإصابة رأيه. (83) ولا شبهة في أن النجاشي أشد تضلعا وأكثر تعمقا في علم الرجال من معاصره الشيخ الطوسي بل يعتبر هذا العلم من اختصاصه بالذات. وقد كان من أهالي الكوفة وبغداد، وله معاشرة قديمة مع العائلات في البلدين ومعرفة كاملة بالعائلات الشيعية واحاطة بدقائق أمورهم، وأنسابهم حيث يسمي آباء الرجال بالضبط على عدة وسائط، وقد أدرك ورأى في طفولته بعض الشيوخ المتقدمين أمثال التلعكبري. (84) ________________________________________ النجاشي في أول الجزء الثاني عن كتابه هذا يعطى أنه أراد الجمع بين الامرين إلا أنه قدم الهدف الاول أي الفهرسة على الثاني. ثم إن المفهرسين المتأخرين كصاحبي كشف الظنون والذريعة وكثير غيرهما، رتبوا كتبهم بحسب ترتيب أسامي الكتب، في حين أن المتقدمين مثل ابن النديم والطوسي والنجاشي رتبوها بحسب أسامي المؤلفين، فكانوا يبدؤن بالتعريف بالمؤلف ثم يذكرون كتبه. إلا أن هناك فرقا بين ابن النديم وغيره، فقد قسم ابن النديم الذي ألف فهرسته عام 377 ه‍ أي قبل النجاشي والطوسي بأكثر من خمسين سنة إلى أقسام بحسب العلوم والفنون. وجريا على ذلك اضطر إلى تسمية بعض المؤلفين في بابين أو أكثر لكونه ذا فنون عدة، وقد ألف في كل منها كتابا. على أن هناك فارقا آخر بين ابن النديم وغيره، وهو أنه جمع في كتابه اسماء كتب جميع الفرق حتى غير المسلمين، في حين أن النجاشي والطوسي لم يرتبا كتابيهما بحسب الموضوعات والفنون. ولم يتعرضا الا للمصنفين من الشيعة الامامية أو من له اتصال وارتباط بهذه الطائفة بوجه من الوجوه. (83) - فمن باب المثال، يقول الشيخ الطوسي في الفهرست ص 204 في ترجمة هشام بن الحكم: " كان هشام يكنى أبا محمد وهو مولى بني شيبان، كوفي تحول إلى بغداد... " ويقول النجاشي في رجاله ص 338: " هشام بن الحكم أبو محمد مولى كندة، وكان ينزل في بني شيبان بالكوفة انتقل إلى بغداد سنة 199... ". ومثله كثير وقد قلنا إن النجاشي ألف كتابه بعد الشيخ وذكر الشيخ الطوسي وكتبه ومنها الفهرست في رجاله، فلابد وأن يكون الفهرست، مرجعا له وملحوظا عنده حال التأليف. (84) - يقول النجاشي في الرجال ص 292 في ترجمة الكليني: "... كنت أتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي، وهو مسجد " نفطويه النحوي " أقرأ القرآن على صاحب المسجد، وجماعة من أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكاتب، حدثكم محمد بن يعقوب الكليني... " ويقول وفيه ص 308 في ترجمة هارون بن موسى التلعكبري المتوفي عام 385 ه‍: " كنت أحضر داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرأون عليه... " وعليه فقد رأى النجاشي التعلكبري ولم يرو عنه، كما أنه ادرك أبا المفضل الشيباني الشيخ الكثير الرواية (297 - 387 ه‍) وسمع منه، وقد كان الشيباني في ذاك الوقت عالي الاسناد يروي عن محمد بن جرير الطبري المتوفي عام 310 ه‍. فلاحظ رجال النجاشي ص 282. ________________________________________