وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 30 ] ذلك في حياة الشيخ المفيد، كما أنه نال أكبر حظ ممكن من التقدم والرقي في ظل استاذه البالغ منتهى المجد والعظمة. وفي رأيي أنا أن الشيخ الطوسي لم يكن بحاجة ماسة إلى علم السيد في الرواية والحديث، لانه في السنوات الخمس التي قضاها مع المفيد وغيره من الاساتذة والمشايخ الكبار الذين سمينا بعضهم كان قد تزود بأكبر قدر ممكن من المنقولات والروايات عنهم مباشرة من غير حاجة إلى توسيط السيد وغيره ممن يعتبرون من تلامذة هؤلاء المشايخ. وهذا ما يظهر جليا مما قاله الشيخ في ترجمة السيد في كتاب رجاله: " يروى عن التلعكبري والحسين بن على بن بابويه وغيرهم من شيوخنا " (68) ولهذا لم نجد السيد في طريق شئ من روايات كتابي التهذيب والاستبصار الذين هما أهم كتبه الحديثية، ولا في غيرهما من كتبه إلا نادرا. نعم ذكر الشيخ في الفهرست طريقه إلى كتاب الكليني بواسطة السيد ايضا فيما عده من الطرق العديدة إلى هذا الكتاب، فقال: "... وأخبرني السيد الاجل المرتضى عن أبي الحسين أحمد بن علي بن سعيد الكوفي عن الكليني... " (69). أما علوم الكلام والتفسير واللغة والعلوم الادبية عموما وكذلك الفقه والاصول فالظاهر أن الشيخ الطوسي استفاد فيها من السيد إلى حد كثير، فقد حكى الشيخ كثيرا من آراء السيد في كتابه " عدة الاصول " وفي كتبه الكلامية والتفسير، وانتقد بعضها. وفى " الفهرست " بعد أن سمى قسما كبيرا من تأليفات السيد يقول: " قرأت هذه الكتب أكثرها عليه وسمعت سائرها يقرأ عليه دفعات كثيرة " (70) ومن المسلم به أن الشيخ قد صنف بعص كتبه المهمة في حياة السيد حيث سأل الله فيها دوام علوه كالتهذيب، والاستبصار، والنهاية والمفصح في الامامة، وكتاب الرجال، وقسما من أول الفهرست وعدة الاصول. وأهمها تلخيص الشافي الذي يعتبر من أهم كتبه الكلامية في الامامة، وهو تلخيص كتاب الشافي للسيد المرتضى. الذي لم يؤلف قبله في الامامة كتاب على طرازه. وقد فرغ الشيخ من تلخيص الشافي سنة 432 ه‍ أي قبل أربع سنوات من وفاة السيد المرتضى. (71) وحيث إن الشيخ صنف أكثر هذه الكتب بالتماس من ابن البراج أو غيره كما ستقف عليه فان هذا يعبر عن مرجعيته وأهليته ________________________________________ (68) - رجال الطوسي ص 485. (69) - فهرست الطوسي ص 126. (70) - فهرست الطوسي ص 126. (72) - لاحظ آخر تلخيص الشافي. ________________________________________