وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 28 ] يحصل لدينا من كلام كل من ترجم للسيد المرتضى أنه كان مزيتان بارزتان: إحديهما، المقام العالي والمكانة المرموقة، وذاك المجد والرئاسة والعزة والظاهرة وثانيتهما، إلمامه بكل علوم عصره وتبحره في الفنون والمعارف المتداولة في زمانه وبهذا كان السيد يعتبر ذا المجدين كما أن الميز البارز الذي أحرزه استاذه الشيخ المفيد حسب ما اعترف به كل من كتب عنه، هو القدرة في البحث والمناظرة والغلبة على الخصم في مضمار الجدال والكلام. ويبدو من مطاوي تراجم كثيرة في " تاريخ بغداد " تأليف الخطيب البغدادي، المعاصر للسيد المرتضى، أن العلماء والادباء والشعراء كانوا يترددون على السيد لقضاء حوائجهم وحل معضلاتهم ومشاكلهم العلمية لديه، وكانوا يكنون له احتراما بالغا. و جدير بالذكر أن الخطيب البغدادي مع ايراده لامثال هذه المذكرات عن السيد في تضاعيف التراجم كثيرا، قد اكتفى في ترجمة السيد الخاصة به بكلام موجز عنه في سطور (64) ولقد جاء في مرثية يرثى بها أبو العلاء المعري، ابا احمد الحسين بن موسى النقيب، والد المرتضى و الرضي المتوفي عام 400 ه‍ أبيات خص بها المعرى هذين الاخوين، البالغين حين ذاك أوج الشهرة ومنتهى العزة وهي هذه: أبقيت فينا كوكبين سناهما * في الصبح والظلماء ليس بخاف متأنقين وفى المكارم ارتقا * متألقين بسؤدد وعفاف قدرين في الارداء بل مطرين في الا * جداء، بل قمرين في الاشداف رزقا العلاء فأهل نجد كلما * نطقا الفصاحة مثل أهل دياف ساوى الرضي المرتضى وتقاسما * خطط العلا بتناصف وتصاف (65) نعم... وكما يقول أبو العلاء: فإن الشريف الرضي كان شريكا لاخيه المرتضى في جميع الفضائل إلا أن الخبراء وأهل الادب: يقدمونه على المرتضى في صناعة الشعر. وكيف كان فهذان الاخوان أصبحا شمسين مضيئتين في الاندية الادبية والعلمية في بغداد في عصرهما الذي يعتبر من أرقي الادوار العلمية والثقافية في تاريخ الاسلام لكن السيد الرضى فارق الحياة شابا عام 406 ه‍ وترك أخاه وكل العلماء وأدباء عصره مصابين في فراقه. حتى إن المرتضى لشدة تأثره على أخيه ومن ثقل المصيبة عليه التجأ إلى حرم ________________________________________ (64) - لاحظ تاريخ بغداد ج 11 ص 402. (65) - لاحظ شروح سقط الزند السفر 2 القسم 3 ص 1297 فما بعدها، وروضات الجنات ص 575 نقلا عن ابن خلكان. ________________________________________