وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 27 ] كما يقول النجاشي (59) ولكن. ومع الاعتراف بذلك، فلا شك في أن الزعامة ورياسة المذهب انتقلت بعد المفيد إلى تلميذه الاكبر الشريف المرتضى رضي الله عنه. وكما مر معنا فإن أسرة السيد كانت من ذى قبل، ذات اعتبار ومكانة لدى الخلفاء العباسيين، وكان السيد المرتضى حين ذاك أكبر شخصية في هذه الاسرة بعد وفاة أبيه أبي أحمد النقيب عام 400 ه‍. وبعد وفاة المفيد ضمت إلى هذا المجد والعزة رياسة المذهب والمرجعية العلمية فبلغت بها إلى ذروة مجدها. كان السيد المرتضى وحيد عصره في فنون الادب، والشعر، والكلام، والاطلاع على الآراء والمذاهب والملل والنحل، وإن الله سبحانه وتعالى قد أتم عليه النعمة وأكمل له الرحمة وأسبغ عليه من فضله في شتى الجهات. وقد قال فيه معاصره الثعالبي: " انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والادب والفضل والكرم، وله شعر في نهاية الحسن... " (60) ووصفه أبو العباس النجاشي تلميذه بقوله: " أبو القاسم المرتضى حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلما، شاعرا، أديبا، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا... ". (61) وكذلك يقول عنه تلميذه الآخر الشيخ الطوسي في كتاب رجاله، والسيد حى بعد: " على بن الحسين الموسوي يكنى أبا القاسم الملقب بالمرتضى، ذو المجدين علم الهدى أدام الله أيامه، أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا، متكلم فقيه جامع للعلوم كلها مد الله في عمره... " (62) وقال الطوسي في ترجمة السيد بعد وفاته في كتابه الفهرست: "... الاجل المرتضى رضى الله عنه، متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم: مثل علم الكلام، والفقه، وأصول الفقه، والادب، والنحو، والشعر، ومعاني الشعر، واللغة وغير ذلك، وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت. وله من التصانيف ومسائل البلدان شيئ كثير... " (63) ________________________________________ مجلس المفيد عام وفاته اي سنة 413 ه‍ فقد كان حين ذاك في سن يليق بهذا المقام، فلو صح أنه مات عام 463 فلابد أن يعد من المعمرين. والمعلوم لدينا أن أبا يعلى قد كان حيا عام 436 ه‍ الذي توفي فيه المرتضى علم الهدى واشترك هو مع النجاشي في تغسيل السيد. (59) - رجال النجاشي ص 207. (60) - مقدمة البحار ص 125 نقلا عن يتيمة الدهر ج 1 ص 53. (61) - رجال النجاشي ص 206. (62) - رجال الطوسي ص 484. (63) - فهرست الطوسي ص 125. ________________________________________