الشريك والنظير فهو الذي لا نظير له في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله فتعالى أن تدركه الأوهام والعقول والعلوم بل هو كما وصف نفسه والكيفية عن وصفه غير معقولة ولا موهومة كيف يكون ذلك وهو قديم الذات والصفات والتخيل إنما يكون في المحدثات وسئل الإمام العلامة أبو الحسن الدينوري عن الإستدلال بالشاهد على الغائب فقال كيف يستدل بصفات من يشاهد ويعاين وذو مثل على من لا يشاهد ولا يعاين في الدنيا ولا نظير له ولا مثل هذا من جهل الجاهلين بالآيات التي قلبوا بها حقائق الأمور فجعلوا الآيات صفات ومعنى الآيات العلامات وهو كلام إمام محقق وقد زل خلق كثير بمثل ذلك فسبحان الأحدي الذات العلي الصفات المنزه عن الالآت المقدس عن الكيفيات المنزه عن مشابهة المخلوقات تعالى عما يقوله من الإلحاقات كيف يقاس القادر بالمقدورات والصانع بالمصنوعات وهي من آياته البينات الظاهرات رفع السموات وبسط الأرض وثبتها بالاوتاد الراسيات وأتحفها بالمزن الماطرات فزهت بأنواع النباتات المختلفات كذلك يحيى الموتى .
إعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات قال أرباب البصائر وذوو التحقيقات ليس كذاته ذات ولا كإسمه إسم من جهة المعنى ولا لصفته صفة من جميع الوجوه إلا من جهة مواقفه اللفظ وكما لم يجز أن يظهر من مخلوق صفة قديمة كذلك يستحيل أن يظهر من الذات الذي ليس كمثله شيء صفة حديثة وأن التكرار من حدوث الصفة جل ربنا أن يحدث له صفة أو إسم إذ لم يزل بجميع صفاته واحدا ولا يزال كذلك وكل أمور التوحيد والتفريد خرجت من هذه الكلمة ليس كمثله شيء لأنه ما عبر عن الحقيقة بشي إلا والعلة مصحوبة والعبارة منقوضة لأن الحق لا ينبعث اقداره إلا على إقراره لأن كل ناعت مشرف على المنعوت وجل ربنا أن يشرف عليه مخلوق .
احتجب عن خلقه بخلقه ثم عرفهم صنعه بصنعه وساقهم إلى أمره بأمره فلا يمكن الأوهام أن تناله ولا العقول أن تختاله ولا الأبصار أن تمثله ولا الأسماع