( 7 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي فضّل مداد العلماء على دماء الشهداء، وجعل أجنحة الملائكة مواطىَ أقدامهم، والصلاة والسلام على أشرف رسله وخاتم أنبيائه وعلى آله الطيبين الطاهرين، أئمّة دينه، وعيبة علمه، وحفظة سننه. أما بعد: فقد وافتني رسالة من بعض الاِخوة في السودان يستفسرون فيها عمّـا كتبه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في مجلة "الفيصل" السعودية حول المسح والغسل للاَرجل في الوضوء وهو يناصر في مقاله ـ بالطبع ـ غسل الاَرجل لا مسحها، وقد حاول التدليل على ذلك من خلال نقض ما استندت إليه الاِماميّة من حجج مأخوذة من الآية نفسها لا من الاَحاديث والآثار . ثم أردف كلامه بأنّ بعض الاِخوة الشيعة من القطر السوداني الشقيق، أصرّوا عليه بغية مراسلتي في هذا الشأن، لرفع الشكوك التي تساورهم حيال هذه المسألة، وإزاحة الستار عن وجه الحقيقة. وهذا الحافز قد دفعني إلى تأليف هذه الرسالة وإن كنت قد كتبت في سالف الزمان مقالاً حول الوضوء في كتاب "الاعتصام بالكتاب والسنّة".