( 30 ) وفي التوكيد نادراً كقوله: يا صاح بلغ ذوي الزوجات كُلّهمُ * ان ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب قال الفراء: أنشدنيه أبو الجراح بخفض "كلهم" مع أنّه تأكيد لذوي. ولا يكون في النسق لاَن العاطف يمنع من التجاور . (1) نعم حاول بعض أن يثبت خلاف ذلك وانّ العطف بالجار يجوز مع حرف العطف أيضاً، واستشهد على ذلك بقراءة أبي جعفر وحمزة والكسائي، في الآية التالية: (يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكوابٍ وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون * وحور عين * كأمثال اللوَلوَ المكنون * جزاءً بما كانوا يعملون) (الواقعة: 17 ـ 24). فالقراءة المعروفة المتواترة التي عليها عامة المسلمين في جميع الاَجيال هي قراءة (وحور عين) بالرفع عطفاً على قوله: (ولدان مخلدون) والمعنى: يطوف عليهم ولدان مخلدون وحور عين. لكن في قراءة من ذكرنا أسماءهم هما مجروران، قالوا وليس الجر إلاّ لاَجل الجوار أي كونهما مجاورين لقوله: (بأكوابٍ وأباريق) . وهذا ا لاستدلال لا يصمد أمام النقاش إذ هناك احتمالات أُخرى تحول دون الاَخذ ببناء قراءتهم على الخفض بالجوار . أ. أنّه معطوف على جنات في الآية المتقدمة، أي في جنات النعيم، وفي معاشرة ومصاحبة حور عين . ____________ 1 . مغني اللبيب: 895، الباب الثامن، القاعدة الثانية.