( 27 ) 2. وقوله تعالى: (عذاب يوم أليم) (هود ـ 26). أنّ الاَليم صفة للعذاب وقد خفض للمجاورة . 3. وقوله تعالى: (بل هو قـرآن مجيـد في لوح محفـوظ) (الـبــروج: 21ـ22). على قراءة من قرأ بخفض محفوظ فقد جُرّ لاَجل المجاورة . يلاحظ عليه: أنّ لفظة (محيط) صفة ليوم لا لعذاب، فإنّ قوله (محيط)؛ كقوله: (عظيم) وصفان ليوم، بشهادة قوله سبحانه: (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم) (مريم ـ 37) وقوله سبحانه: (إلا يظن هوَلاء أنّهم مبعوثون ليوم عظيم) (المطففين : 4 ـ 5). وبذلك يظهر أنّ لفظة (محيط) في الآية ونظائرها وصف ليوم لا لعذاب . وأمّا الآية الثانية فلا دليل على أنّ (أليم) صفة (لعذاب)، بل لقوله (يوم) ، نظير قولك: نهارك صائم وجدّه جده، كما ذكره الزمخشري في الكشاف. وأمّا الآية الثالثة فقد قرأ نافع بالرفع وصفاً لقرآن، والباقون بالجر ، ولكن الجر لا للجوار بل لاَجل كونه وصفاً للوح، وقد كثر على ألسنتهم اللوح المحفوظ. فالقرآن محفوظ واللوح الذي فيه القرآن أيضاً محفوظ، فلا دليل على أنّ اللفظ (محفوظ) وصف للقرآن بل وصف للّوح الذي هو وعاء القرآن .