( 15 ) الفصل الاَوّل: آية الوضوء وكيفية غسل الاَيدي إنّ آية الوضوء نزلت لتعليم الاَُمّة كيفية الوضوء والتيمّم، والمخاطب بها جميع المسلمين عبْـر القرون إلى يوم القيامة ، ومثلها يجب أن تكون واضحة المعالم، مبيّنة المراد، حتى ينتفع بها القريب والبعيد والصحابي وغيره . فالآية جديرة بالبحث من جانبين: الاَوّل: مسألة كيفية غسل اليدين، وأنّه هل يجب الغسل من أعلى إلى أسفل أو بالعكس؟ الثاني: حكم الاَرجل من حيث المسح أو الغسل. فلنشرع في البحث في الجانب الاَوّل. قال سبحانه: (يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إلى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إلى المَرافِقِ) (المائدة ـ 6). اختلف الفقهاء في كيفية غسل اليدين، فأئمّة أهل البيت وشيعتهم، على أنّ الابتداء بالمرفقين إلى أطراف الاَصابع وانّ هذه هي السنّة، وحجتهم على ذلك هو ظاهر الآية المتبادر عند العرف، فإنّ المتبادر في نظائر هذه التراكيب هو الابتداء