وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 430 @ لأنه لا سبيل عليه للتنكير بخلاف قول المؤمنين . وكان هذا من قبيل كان في قوله { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } { مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَاذَا } انتهى . ونص سيبويه على أن اسم كان وخبرها إذا كانتا معرفتين فأنت بالخيار في جعل ما شئت منهما الاسم والآخر الخبر من غير اعتبار شرط في ذلك ولا اختيار . .
وقرأ أبو جعفر والجحدري وخالد بن الياس { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } مبنياً للمفعول ، والمفعول الذي لم يسم فاعله هو ضمير المصدر أي { لِيَحْكُمَ } هو أي الحكم ، والمعنى ليفعل الحكم { بَيْنَهُمْ } ومثله قولهم : جمع بينهما وألف بينهما وقوله تعالى { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ } . قال الزمخشري : ومثله { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } فيمن قرأ { بَيْنِكُمْ } منصوباً أي وقع التقطع بينكم انتهى . ولا يتعين ما قاله في الآية إذ يجوز أن يكون الفاعل ضميراً يعود على شيء قبله وتقدم الكلام في ذلك في موضعه . .
{ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا } أي قول الرسول { وَأَطَعْنَا } أي أمره . وقرىء { وَيَتَّقْهِ } بالإشباع والاختلاس والإسكان . وقرىء { وَيَتَّقْهِ } بسكون القاف وكسر الهاء من غير إشباع أجرى خبر كان المنفصل مجرى المتصل ، فكما يسكن علم فيقال علم كذلك سكن ويتقه لأنه تقه كعلم وكما قال السالم : % ( قالت سليمى اشتر لنا سويقاً يريد اشتر لنا { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ } في فرائضه { وَرَسُولُهُ } في سننه و { يَخْشَى اللَّهَ } على ما مضى من ذنوبه { وَيَتَّقْهِ } فيما يستقبل . وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه . % .
ولما بلغ المنافقين ما أنزل تعالى فيهم أتوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ) وأقسموا إلى آخره أي { لَيُخْرِجَنَّ } عن ديارهم وأموالهم ونسائهم و { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ } بالجهاد { لَيُخْرِجَنَّ } إليه وتقدم الكلام في { جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } في الأنعام . ونهاهم تعالى عن قسمهم لعلمه تعالى أنه ليس حقاً . { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } أي معلومة لا شك فيها ولا يرتاب ، كطاعة الخلص من المؤمنين المطابق باطنهم لظاهرههم ، لا أيمان تقسموا بها بأفواهكم وقلوبكم على خلافها ، أو طاعتكم طاعة معروفة بالقول دون الفعل ، أو طاعة معروفة أمثل وأولى بكم من هذه الأيمان الكاذبة قاله الزمخشري . وقال ابن عطية : يحتمل معاني . .
أحدها : النهي عن القسم الكاذب إذ قد عرف أن طاعتهم دغلة رديئة فكأنه يقول : لا تغالطوا فقد عرف ما أنتم عليه . .
والثاني : لا تتكلفوا القسم طاعة معروفة متوسطة على قدر الاستطاعة أمثل وأجدى عليكم ، وفي هذا الوجه إبقاء عليهم . .
والثالث : لا تقنعوا بالقسم طاعة تعرف منكم وتظهر عليكم هو المطلوب منكم . .
والرابع : لا تقنعوا لأنفسكم بإرضائنا بالقسمة طاعة الله معروفة وجهاد عدوه مهيع لائح انتهى . .
و { طَاعَةٌ } مبتدأ و { مَّعْرُوفَةٌ } صفة والخبر محذوف ، أي أمثل وأولى أو خبر مبتدأ محذوف أي أمرنا أو المطلوب { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } . وقال أبو البقاء : ولو قرىء بالنصب لكان جائزاً في العربية وذلك على المصدر أي أطيعوا طاعة انتهى . وقدراه بالنصب زيد بن عليّ واليزيدي وتقدير بعضهم الرفع على إضمار ولتكن { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } ضعيف لأنه لا يحذف الفعل ويبقى الفاعل ، إلاّ إذا كان ثم مشعر به نحو { رِجَالٌ } بعد { يُسَبّحُ } مبنياً للمفعول أي يسبحه رجال ، أو يجاب به نفي نحو : بلى زيد لمن قال : ما جاء أحد . أو استفهام نحو قوله : % ( ألا هل أتى أم الحويرث مرسل % .
بلى خالد إن لم تعقه العوائق .
) % .
أي أتاها خالد . { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي مطلع على سرائركم ففاضحكم . والتفت من الغيبة إلى الخطاب لأنه أبلغ في تبكيتهم . .
ولما بكتهم بأن مطلع على سرائرهم تلطف بهم فأمرهم بطاعة الله والرسول وهو أمر عام للمنافقين وغيرهم . { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي فإن تتولوا . { فَإِنَّمَا عَلَيْهِ } أي على الرسول { مَا حُمّلَ } وهو التبليغ ومكافحة الناس بالرسالة وإعمال الجهد في إنذارهم . { وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ } وهو السمع والطاعة واتّباع الحق . ثم علق هدايتهم على طاعته فلا يقع إلا بطاعته { وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } تقدم الكلام على مثل هذه الجملة في المائدة . .
روي أي بعض الصحابة شكا جهد