@ 268 @ عبد الله الرازي : لا شبهة أن الكلمة إخبار الله تعالى ملائكته وكتبه في اللوح المحفوظ أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ) وإن كذبوا يؤخرون ولا يفعل بهم ما فعل بغيرهم من الاستئصال انتهى . .
والأجل أجل حياتهم أو أجل إهلاكهم في الدنيا أو عذاب يوم القيامة ، أقوال : فعلى الأول يكون العذاب ما يلقى في قبره وما بعده . وعلى الثاني : قتلهم بالسيف يوم بدر . وعلى الثالث : هو عذاب جهنم . وفي صحيح البخاري ( أن يوم بدر هو اللزام وهو البطشة الكبرى ) والظاهر عطف { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } على كلمة وأخر المعطوف عن المعطوف عليه ، وفصل بينهما بجواب { لَوْلاَ } لمراعاة الفواصل ورؤوس الآي ، وأجاز الزمخشري أن يكون { وَأَجَلٌ } معطوفاً على الضمير المستكن في كان قال أي { لَكَانَ } الأخذ العاجل { وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } لازمين له كما كانا لازمين لعاد وثمود ، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل انتهى . .
ثم أمره تعالى بالصبر على ما يقول مشركو قريش ، وهم الذين عاد الضمير عليهم في { أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } وكانوا يقولون أشياء قبيحة مما نص الله عنهم في كتابه ، فأمره تعالى بالصبر على أذاهم والاحتمال لما يصدر من سوء أخلاقهم ، وأمره بالتسبيح والحمد لله و { إِنَّ رَبَّكَ } في موضع الحال ، أي وأنت حامد لربك . والظاهر أنه أمر بالتسبيح مقروناً بالحمد ، وإما أن يراد اللفظ أي قل سبحان الله والحمد لله ، أو أريد المعنى وهو التوزيه والتبرئة من السوء والثناء الجميل عليه . وقال أبو مسلم : لا يبعد حمله على التنزيه والإجلال ، والمعنى اشتغل بتنزيه الله في هذه الأوقات . قال أبو عبد الله الرازي : وهذا القول أقرب إلى الظاهر وإلى ما تقدم ذكره لأنه صبره أولاً { عَلَى مَا يَقُولُونَ } من التكذيب ومن إظهار الكفر والشرك الذي يليق بذلك أن يؤمر بتنزيهه عن قولهم حتى يكون مظهراً لذلك وداعياً ، ولذلك ما جمع كل الأوقات أو يراد المجاز فيكون المراد الصلاة فقبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل غروبها صلاة العصر { وَمِنْ ءانَاء الَّيْلِ } المغرب والعتمة { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } الظهر وحده . قال ابن عطية : ويحتمل اللفظ أن يراد قول سبحان الله وبحمده من بعد صلاة الصبح إلى ركعتي الضحى وقبل غروب الشمس ، فقد قال عليه السلام : ( من سبح عند غروب الشمس سبعين تسبيحة غربت بذنوبه ) انتهى . .
وقال الزمخشري : { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } يعني الظهر والعصر لأنهما واقعتان في النصف الأخير من النهار بين زوال الشمس وغروبها ، وتعمد { أَمَّنْ هُوَ } { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } مختصاً لها بصلاتك ، وذلك أن أفضل الذكر ما كان بالليل لاجتماع القلب وهدوّ الرجل والخلو بالرب . وقال تعالى : { إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ } وقال : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء الَّيْلِ } الآيتين . ولأن الليل وقت السكون والراحة فإذا صرف إلى العبادة كانت على النفس أشد وأشق وللبدن أتعب وأنصب ، فكانت أدخل في معنى التكليف وأفضل عند الله وقد تناول التسبيح في { أَمَّنْ هُوَ } صلاة العتمة { وَفِى * الَّيْلَ النَّهَارَ } صلاة المغرب وصلاة الفجر على التكرار إرادة الاختصاص كما اختصت في قوله { حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلَواةِ الْوُسْطَى } عند بعض المفسرين انتهى . وجاء هنا { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } وفي هود { وَأَقِمِ الصَّلَواةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ } فقيل : جاء على حد قوله . .
ومهمهين قذفين مرتين . ظهراهما مثل ظهور الترسين . .
جاءت التثنية على الأصل والجمع لا من اللبس إذ النهار ليس له إلاّ طرفان . وقيل : هو على حقيقة الجمع الفجر الطرف الأول ، والظهر والعصر من الطرف الثاني ، والطرف الثالث المغرب والعشاء . وقيل : النهار له أربعة أطراف عند طلوع الشمس ، وعند غروبها ، وعند زوال الشمس ، وعند وقوفها للزوال . وقيل : الظهر في آخر طرف النهار الأول ، وأول طرف النهار الآخر ، فهي في طرفين منه ، والطرف الثالث غروب الشمس وهو وقت المغرب . وقيل