فإنْ أَدْخَلْت الأَلف قلْت : أَجْزأك وهمزْتَ ومعناه : كَفاك . تقول : أَجْزأَني الشيء يُجْزئني أَيَ : كَفاني .
وحدَّثني أبو حاتم عن الأَصْمعي قال : قيل لأَبى هِلال : ما كان الحسن يقول في كذا . فقال : كان يقول : أَنّى فعلت ذلك جزى عنك .
وقال في حديث عُمَر انَّه قال : لا يُعْطَى مِن المغَانِم شيء حتى تُقْسَم اِلاّ لِراعَ أَوْ دَليل غير مُوليه .
حدّثنيه محمد بن عبيد عن معاوية بن عمر بن أبى إسحق عن ابن جُرَيج عن سُليمان بن موسى عن عمرو بن شُعَيْب عن أَبيه عن جدّه .
الراعي هَاهُنا عَيْن القوم على العَدوّ وانَّما قيل له لأنَّه يرعى القوم أَي : يحفظهم ويرقُبُهم . ومنه قيل : رَاعَيْت فلاناً اذا تأمّلته وقال النابغة : " من الطويل " ... رأَيتُك تَرْعاني بَعيْنٍ بَصيرةٍ ... وتَبعَثُ أَحْراساً عليَّ وناظِرا ... .
أَي : تَرْقُبُني .
وقولُه : غير مُوليه أَي : غير مُعْطية شيئاً لا يستحقه وكلُّ من أَعطيته ابْتداء غير مكافأة فقد أَوْلَيْته . ومنه قيل : " اللّه يُبْلِي ويَوْلي " . فإِذا أَنت كافأتْه على شء كان منه فقد أَثَبِتْه وأَجَرتْه . والثَّواب من اللّه والأَجْر . إنّما هما الجزاء على العَمَل . وفي هذا