لحَيْتهم لَحْوَ العَصا فطردتَهم ... إلى سَنَةَ جِرْ ذانُها لم تَحلَّمِ ... .
لم تحلَّم أَي : لم تسْمَنَ . تقول : هي سَنَة جَدْبْ فجرذانُها هَزْلى . وقال النَّبِى عليه السلام . " لا يزال الأمَر فيكم ما لم تحْدثوا فإِذا فَعلتم ذلك سَلَّطَ اللّه عليكم شِرار خَلْقه فيلَتحونكم كما يُلتحى القَضيب . أَي : يسلبونكم إيَّاه كما يُؤْخذ لحاء القَضيب . وقولُه : لأضربنكم ضَرْب غرائِب الإبل . وهذا مَثَل . يقال : ضَربَه ضَرْبَ غريبة الإِبل " . وذلك : أن الأبل إِذا ورَدت الماء فدخلَت فيها غريبة من غيرها ذِيدَتْ عن الماء وضُربت حتى تخرج عنها .
وذكر عبد الملك بن عمير عن موسى بن طَلْحة انه كان يشفع بركعة ويقول : ما أشبهها إلاّ بالغريبة من الإبل .
وقولُه : " أُنْجُ سَعْد فقد قُتِل سُعَيْد " هذا مَثَلَ وقالَه زياد في خُطْبته البتْراء التي خطَب بها عند دُخوله البصرة . وإنَّما قيل لها بَتْراء لأنّه لم يحمد اللّه فيها ولم يُصَلّ على النَّبِى صَلَّى اللّه عَلَيْهِ