يريد من إخْفاء نَفْسه وسِتْر عَمله وكأنَّه أَرَاد أنْ ينفي عن نَفْسه الشَّهْوة بالزُّهْد والعِبادة . لا أَعَلم وَجْهاً غير هذا . وقد يفَعُ ما ذَهَب إِليه الاَصْمَعي من إقامة الأحْمر مقامَ الصَّعْب الشَّديد . من ذلك قولهم : موت أَحَمْر . وأَصلُه : القَتْل سُمَّيَ موتاً أَحَمْر لِحُمْرة الدَم . وذكَر رسولُ اللّه صَلَّى اللّه عَليْهِ ما يكون بين يَدَي السَّاعة فقال : " لو تَعْلمون ما يكون في هذا الأُمّة من المَوْتِ الأَحْمر والجوع الأَغْبرَ " . يعني بالموت الأَحْمَر القَتْل .
وذكر أَبو اليقظان : أنَّ زياد بن أَبىَ سُفْيان كان عاملاً لعلّي ابن أَبى طالب عليه السلام على فارِس فكتب إليه معاوية يتهّدَّدهُ فكتَب إليه زياد : اَتُوعدني وبيني وبينك عليّ بن أَبى طالب أما والله لَئن وصَلْت إليّ لتجدنَنَى أَحْمر ضَرّاباً بالسيف . وقد يجوز أَنْ يكون أَراد بالأَحْمر النِّسبْة إلى العجم وكانت أُمُّه عجمَّية فالعَجَمُ يقال لهُم : الحمراء .
وقال في حديث عبد الملك انَّه كتَبِ إلى الحجَّاجِ : أنَّي قد اسْتَعمَلْتُك على العِراقَيْن صَدْمَةِ فاخْرُج إليهما كميشَ الإِزار شَديد العِذار مُنْطويَ الخَصيلة قليل الثَّميلة غِرار النَّوْم طَويل اليوم