وقد تدَّبرتُ هذا فرأيَت معنى الحديث يدُلَ على أنَّه يريد : أنَّ الحُسْنَ في الحُمْرة لا ما ذَهَب إليه الأَصْمَعي وممَا يَدُلُّ على ذلك قولُ الشاعر : من مجزوء الكامل ... . فإذا ظَهَرْت ِ تَقَنَّعي ... بالحُمْر إنَّ الحُسْن اَحْمَرُ ... .
يريد : أن الحُسْن في الحُمْرة . وقال المفسْرون أَوْ مَنْ قال منهم في قول : اللّه جلَّ وعزَ : فَخرَج على قَوْمه في زينته : أنَّه خَرَج في ثِيابٍ حُمْر . ولا أحسبَه كَرِه المُعَصْفر للرجال إلا لِحُسْنه .
قال إبراهيم : إِنّى لأَلْبس المُعَصْفر وأنا أَعَلم أَنَّه زِينَة الشَيْطان وأَتخَتّمُ الحَديد وأَعلم أنَّه حِلْية أَهلِ النَار " . أَرَاد : أنّ المُعَصْفر : الزِّينة التي يَخْتُل بها الشيطان . " .
وحدَّثنى زياد بن يحيى قال : حَدَثنَا بشر بن المُفَضَّل عن يونس عن الحَسن قال : قال رسولُ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلَّم : الحُمْرةَُ من زينَة الشَيْطان والشَيْطانُ يُحِبُّ الحُمْرةَ " .
ولا أرى إبراهيم لَبس المُعَصْفر وتخَتَّم بالحديد إِلاّ لمَا كان