مقتضى اصطلاحه في هذا الكتاب أن يقول في مثل هذا الموضع كغثى غثيا وهذه اللغة ذكرها ابن جنى فهمزة الغثاء على هذا منقلبة عن ياء وسهله ابن جنى بأن جمع بينه وبين غثيان المعدة لما يعلوها من الرطوبة ونحوها فهو مشبه بغثاء الوادي والمعروف عند أهل اللغة غثا الوادي يغثو ( و ) غثى ( السيل المربع ) كذا في النسخ بالموحدة والصحيح المرتع بالفوقية كما هو نص الصحاح ( جمع بعضه الى بعض وأذهب حلاوته ) هناذ كره ابن سيده وأما الجوهرى فذكره بالواو فقال غثا السيل المرتع يغثوه غثوا ( كاغثى ) وفى الصحاح وأغثاه مثله ( و ) غثى ( الكلام بغثيه ) من حد رمى ( و ) غثيه ( يغثاه ) من حد رضى غثيا ( خلطه ) مع بعضه على التشبيه بغثى السيل ( و ) غثى ( المال والناس خبطهم ) مع بعض ( وضرب فيهم و ) غثت ( النفس ) تغثى ( غثيا ) بالفتح ( وغثيانا ) بالتحريك إذا ( خبثت ) وجاشت أو اضطربت حتى تكاد تتقيأ من خلط ينصب الى فم المعدة وقال بعضهم الغثيان هو تحلب الفم فربما كان منه القئ ( و ) غثت ( السماء بالسحاب ) تغثى ( غيمت ) أو بدأت تغيم ( وغثيت الارض بالنبات كرضى ) إذا ( كثر فيها ) أو بدأت به ( والاغثى الاسد ) * ومما يستدرك عليه غثيت النفس كرضى تغثى غثى لغة فيه غثت تغثى عن الليث قال الازهرى هذه مولدة وكلام العرب غثت نفسه تغثى وغثى شعره غثى تلبد هكذا ذكره ابن القطاع وقد مر هذا في عثى بالعين المهملة فلعلهما لغتان وغثاء الناس أرذالهم وسقطهم ( والغدوة بالضم البكرة ) وغدوة من يوم بعينه غير مجراة علم للوقت وقال الجوهرى يقال أتيته غدوة يا هذا غير مصروفة لانها معرفة مثل سحر الا انها من الظروف المتمكنة تقول سر على فرسك غدوة وغدوة وغدوة فمانون من هذا فهو نكرة وما لم ينون فهو معرفة وقال أبو حيان في الارتشاف والمشهور أن منع صرف غدوة وبكرة للعلمية الجنسية كاسامة فيستويان في كونهما أريد بهما انهما من يوم معين أو لم يرد بهما التعيين فتقول إذا قصدت التعميم غدوة وقت نشاط وإذا قصدت التعيين لا سيرن الليلة الى غدوة وبكرة في ذلك كغدوة وقال الزجاج إذا أردت بكرة يومك وغدوة يومك لم تصرفهما وإذا كانا نكرتين صرفتهما وإذا منعا الصرف فهل ذلك لعلميتة بالجنس كاسامة أو لعلمية انه يراد بهما الوقت المعين من يوم معين وقد وسع الكلام فيه عبد القادر البغدادي فيه حاشية الكعبية ( أو ) الغدوة ( ما بين صلاة الفجر ) وفى الصحاح صلاة الغداة وفى المصباح صلاة الصبح ( وطلوع الشمس ) والجمع غدى كمدية ومدى ( كالغداة ) يقال آتيك غداة غد وفى المصباح الغداة الضحوة وهى مؤنثة قال ابن الانباري ولم يسمع تذكيرها ولو حملها حامل على معنى أول النهار جاز له التذكير وقوله تعالى بالغداة والعشي أي بعد صلاة الفجر وصلاة العصر وقيل يعنى بهما دوام عبادتهم قال ابن هشام في شرح الكعبية أصل الغداة غدوة بالتحريك لقولهم في جمعها غدوات أي فقلبت الواو والفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السملى بالغدوة والعشي وقراءة العامة بالغداة قال أبو عبيد نراهما قرآ كذلك اتباعا للخط لانها رسمت في جميع المصاحف بالواو كالصلاة والزكاة وليس في اثباتهم الواو وفى الكتابة دليل على انها القراءة لانهم قد كتبوا الصلاة والزكاة بالواو ولفظهما على تركها فكذلك الغداة على هذا وجدنا .
ألفاظ العرب وقال ابن النحاس وحق باب غدوة أن يكون معرفة الا انه يجوز أن ينكر كما ننكر الاسماء والاعلام ( والغدية ) كغنية عن ابن الاعرابي قال هي لغة الغدوة كضحية لغة في ضحوة ( ج غدوات ) محركة هو جمع غداة كقطاة وقطوات نقله الجوهرى ( وغديات ) هو جمع غدية وأنشد ابن الاعرابي في نوادره ألا ليت حظى من زيارة أمية * غديات قيظ أو عشيات أشتيه قال كان قائل هذا مشتاقا الى زيارة أمه فتمنى أن يجعل الله زيارتها نهار الصيف أو ليالي الشتاء لطول كل منهما حتى يتملى برؤيتها والهاء في اميه للسكت ( وغدايا ) هو أيضا جمع غدية على قول ابن الاعرابي فإذا كان كذا فهو على القياس والاصل فيه غدا يوعمل به كما تقدم في عشايا خمسة أعمال فراجعة ومنهم من قال هو جمع غدوة وقد أنكره ابن هشام في شرح الكعبية وقال يابى هذا أمران فذكرهما وحاصل أحدهما ان الغدايا إذا جعلت جمعا الغدوة كان القياس غذاوى باثبات الواو قال محشيه البغدادي ويأباه أمر ثالث أيضا وهو كون غدوة ثلاثيا ومفرد فعائل لابد أن يكون على أربعة أحرف لين غير تاء التأنيث لانها في حكم الكلمة المستقلة ( وغدو ) جمع غدوة بحذف الهاء وفى المحكم جمع غداة نادر ففى الكلام نشر ولف غير مرتب وقال الجوهرى قوله تعالى بالغدو والاصال أي بالغدوات فعبر بالفعل عن الوقت كما يقال أتيتك طلوع الشمس أي وقت طلوع الشمس ( أو لا يقال غدايا الا مع عشايا ) قال الجوهرى قولهم انى لاتيه بالغدايا والعشايا هو لازدواج الكلام كما قالوا هنأني الطعام ومرأنى وانما هو أمر أنى انتهى * قلت فهذا ايماء الى القول المشهور فانهم قالوا لا تجمع الغداة على غدايا وانما هو للازداوج وهذا عند من لم يثبت الغدية وبهذا سقط اعتراض الشهاب في شرح الدرة على المصنف والجوهري اقتصر على الغداة ولم يذكر الغدية فذكر الازدواج والمصنف جمع بين الاقوال فاحتاج الى أن يشير إليه وقال أبو حيان في تذكرته مانصه يزيلون اللفظ عما هو به أولى لاجل التوافق والازدواج نحو أنفق بلالا ولا تحش من ذى العرش اقلا لا وارجعن مأزورات غير مأجوراب وليس من من ذلك انى لاتيه بالغدايا والعشايا لان الغدايا ليس جمع غداة وانما هو جمع غدية بمعنى غداة * قلت فهذا كله تأييد لما ذهب إليه ابن الاعرابي وقد وسع الكلام فيه البغدادي في حاشية الكعبية ( وغدا عليه ) غدوا بالفتح كما في المحكم و ( غدوا ) كسمو كما في الصحاح ( وغدوة بالضم و ) كذلك ( اغتدى )