الشئ يقال هم أكثر من الطرا والثرى وقال بعضمهم الطرا في هذه الكلمة كل شى من الخلق لا يحصى عدده وأصنافه وفى أحد القولين كل شئ على وجه الارض مما ليس من جبلة الارض من الحصباء والتراب ونحوه فهو الطرا ( والطرى ) كغنى ( الغض ) الجديد وبه فسر قوله تعالى تأكلون لحما طريا وقد ( طرو ) اللحم ككرم ( وطرى ) كعلم ( طراوة وطراءة ) وهذا عن ابن الاعرابي ( وطرا ) مقصور ( وطراة ) كحصاة ذكر الجوهرى البابين عن قطرب مع المصادر ما عدا الثالث ( وطراه تطرية جعله طريا ) قال الراجز قلت لطاهينا المطرى للعمل * عجل لنا هذا فألحقنا بذل * بالشحم انا قد أجمناه بجل ( و ) طرى ( الطيب ) تطرية ( فتقه باخلاط وخلطه وكذا الطعام ) إذا خلطه بالافاوية وقال الليث المطراة ضرب من الطيب قال الازهرى يقال للالوة المطراة إذا طريت بطيب أو عنبر أو غيره ( وأطراه أحسن الثناء عليه ) كذا في المحكم وقال الراغب الا طراء مدح يجدد ذكرهم وقال أبو عمرو أطراه زاد في الثناء عليه وفى الصحاح أطراه مدحه ومثله للزبيدي وابن القطاع وقال ابن فارس مدحه بأحسن ما فيه ومثله الزمخشري وقال الازهرى مدحه بما ليس فيه وقال الهروي وابن الاثير الاطراء مجاوزة الحدفى المدح والكذب فيه وبه فسر الحديث لا تطرونى كما أطرت النصارى المسيح بن مريم لانهم مدحوه بما ليس فيه فقالوا ثالث ثلاثة وانه ابن الله وشبه ذلك من شركهم وكفرهم * قلت فقد اختلفت العبارات في الا طراء فمنها ما يدل على الثناء فقط ومنها ما يدل على المبالغة ومنها ما يدل على مجاوزة الحد فيه قال الهروي والى الوجه الاخير نحا الاكثرون ( والاطرية بالكسر ) وقال الجوهرى مثال الهبرية وروى عن الليث الفتح أيضا وتبعه الزمخشري قال الازهرى الفتح لحن ( طعام كالخيوط ) يتخذ ( من الدقيق ) وقال شمر شئ يعمل من النشاستج المتلبقة وقال الليث طعام يتخذه أهل الشام لا واحد له وقال الجوهرى ضرب من الطعام ويقال هو لا خشه بالفارسية قلت تفسر المصنف يقتضى انه المسمى بغزل البنات في مصرو تفسير شمر والليث يدل على انه المسمى بالكنافة فانه الذى يتخذه أهل الشام ويتقنونه من النشاستج فاعرف ذلك ( واطرورى ) الرجل اطريراء ( اتخم ) من كثرة الاكل ( وانتفخ بطنه ) والظاء .
لغة فيه كما سيأتي وذكره الجوهرى بالضاد وتبعه ابن القطاع والصواب ما ذكرنا ( وأطروان الشباب بالضم أوله وغلواؤه ) فهو كالعنفوان زنة ومعنى * ومما يستدرك عليه هو مطرى في نفسه أي متجبر وطرى البناء تطرية طينه لغة مكية نقله الزمخشري والطرى كغنى الغريب وطرا إذا مضى وطرى إذا تجدد وحكى أبو عمرو رجل طارى بالتشديد أي غريب ويقال لكل شئ أطروانية بالضم يعنى الشباب وأطريت العسل أعقدته وأخثرته عن أبى زيد وغسلة مطراة أي مرباة بالافاويه يغسل بها الرأس أو اليد والعود المطرى مثل المطير يتبخر به والطريان بكسرتين وتشديد الياء الذى يؤكل عليه وهو الخوان عن ابن السكيت جاء به في باب ما شدد فيه الياء كالبازي والبخاتي والسرارى وقال ابن الاعرابي هو الطبق وقد جاء ذكره في الحديث وفى الاساس الطريان السمك والرطب والطبق الذى يؤكل عليه روى بشد الراء كصليان وروى بشد الياء كعفتان * قلت ونسب الفراء شد الراء الى لغة العامة وابن الطراوة من نحاة الاندلس وطرا بالضم قرية قرب مصر على النيل وبقربه مسجد موسى عليه السلام تقطع من جبالها الحجارة البيض وبالقرب منها قرية أخرى تعرف بالمعصرة وقد رأيتهما قال المنذرى وقد دخلت طرا مع والدى ومنها أبو محمد عبد القوى بن عبيد بن محمد بن على الطرائى توفى سنة 633 ( ى طرى كرضى ) أهمله الجوهرى وابن سيده ونقل الازهرى عن ابن الاعرابي قال طرى يطرى إذا ( أقبل أو ) إذا ( مر ) ومضى ( والطرية ) كغنية ( ة باليمن ) وقال ابن سيده في طر ووانما قضينا على ما لم يظهر فيه الواو من هذا الباب بالواو لوجود ط ر ووعدم ط ر ى ولا نلتفت الى ما تقلبه الكسرة فانه غير حجة * قلت فإذا طرى والطرية محل ذكرهما في ط ر ولا ط ر ى فتأمل ( ى طسى كرضى ) كتبه بالاسود وليس هو موجودا في نسخ الصحاح فالاولى كتبه بالاحمر ( طسى ) مقصور ( غلب الدسم على قلبه ) أي الاكل ( فاتخم ) نقله الازهرى وأورده ابن سيده في الهمز * ومما يستدرك عليه أطساه الشبع وطسيت نفسه فهى طاسية تغيرت من أكل الدسم فرأيته متكر ها لذلك يهمز ولا يهمز ورجل طسى متخم ( وكسطا ) من حد دعا إذا اتخم عن دسم وهذا أيضا ليس بموجود في نسخ الصحاح فالاولى كتبه بالاحمر * ومما يستدرك عليه طست نفسه لغة في طسيت وأطسا بالفتح قرية من أعمال الاشمونين بالصعيد عن ياقوت ( والطاعية ) أهمله الجوهرى وهى ( العليله الكبد ) من النساء * ومما يستدرك عليه طعا إذا تباعد والطاعي بمعنى الطائع مقلوب وطعا إذا ذل والا طعاء الطاعة ( ى طغى كرضى ) يطغى ( طغيا ) بالفتح كذا في النسخ والصواب طغى بالقصر كما هو نص المصباح أو سقط منه بعد قوله كرضى وسعى فان طغيا انما هو من مصادره فتأمل ( وطغيانا بالضم والكسر ) الاخير عن الكسائي نقله عن بعض بنى كلب ( جاوز القدر ) أو الحد في العصيان وقال الحر الى الطغيان الاعتداء في حدود الاشياء ومقاديرها ( و ) طغى ( ارتفع وغلافى الكفر ) ومنه قوله تعالى ونذرهم في طغيانهم يعمهون أي بطغيانهم وقوله تعالى فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا وقوله تعالى للطاغين مآبا ( و ) طغى ( اسرف في المعاصي والظلم و ) طغى ( الماء ارتفع ) وعلا حتى جاوز الحد في الكثرة ثم ان هذه المعاني التى ذكرها المصنف انما هي تفاسير لقولهم طغى كسعى لا كرضى كما هو نص المحكم وكأنه سقط سنه ذلك أو هو من النساخ والا فهو واجب الذكر ودليل ذلك قولة تعالى انا لما طغى الماء أي علا وارتفع وهاج وهو في الماء مجاز ( و ) طغى به ( الدم تبيغ )