بمجلس فيه سعيد بن جبير ومعنا جارية تغنى بدف معها وتقول لئن فتنتنى لهى بالامس أفتنت * سعيدا فامسى قد قلا كل مسلم وألقى مصابيح القراءة واشترى * وصال الغوانى بالكتاب المتمم فقال سعيد كذبتن كذبتن ( و ) الفتنة ( الضلال و ) الفتنة ( الاثم ) والمعصية ومنه قوله تعالى ألا في الفتنة سقطوا أي الاثم ( و ) الفتنة ( الكفر ) ومنه قوله تعالى والفتنة أشد من القتل وكذا قوله تعالى ان خفتم أن يفتنكم الذين كفرو أو كذا قوله تعالى على خوف من فرعون وملئهم ان يفتنهم ( و ) الفتنة ( الفضيحة ) ومنه قوله تعالى ومن يرد الله فتنته أي فضيحته وقيل كفره قال أبو اسحق ويجوز أن يكون اختياره بما يظهر به أمره ( و ) الفتنة ( العذاب ) نحو تعذيب الكفار ضعفى المؤمنين في أول الاسلام ليصدوهم عن الايمان ومنه قوله تعالى ألا في الفتنة سقطوا أي في العذاب والبلية وقوله تعالى ذوقوا فتنتكم أي عذابكم ( و ) قال الازهرى وغيره جماع معنى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختيار وأصلها ماخوذ من الفتن وهو ( اذابة الذهب والفضة ) بالنار لتميز الردئ من الجيد وفى الصحاح لتنظر ما جودته زاد الراغب ثم استعمل في ادخال الانسان النار والعذاب وتارة يسمون ما يحصل عنه .
العذاب فتنة فتستعمل فيه وتارة في الاختبار نحو وفتناك فتونا ( و ) الفتنة ( الاضلال ) نحو قوله تعالى ما أنتم عليه بقاتنين أي بمضلين الامن أضله الله تعالى أي لستم تضلون الا أهل النار الذين سبق علم الله تعالى في ضلالهم قال الفراء أهل الحجاز يقولون بفاتنين وأهل نجد يقولون بمفتنين من أفتنت ( و ) الفتنة ( الجنون ) كالفتون ( و ) الفتنة ( المحنة ) عن ابن الاعرابي ومنه قوله تعالى وهم لا يفتنون أي لا يمتحنون بما يبين حقيقة ايمانهم وفى الحديث فبى تفتنون وعنى تسئلون أي تمتحنون في قبوركم ويعترف ايمانكم لابنبوتى ( و ) الفتنة ( المال و ) الفتنة ( الاولاد ) أخذ ذلك من قوله تعالى واعلموا انما أموالكم وأولادكم فتنة فقد سماهم هنا فتنة اعتبارا بما ينال الانسان من الاختبار بهم وسماهم عدوا في قوله عزوجل ان من أزواجكم أولادكم عدوا لكم اعتبارا بما يتولد منهم وجعلهم زينة في قوله عزوجل زين لناس حب الشهوات الاية اعتبارا باحوال الناس في تزينهم بهم قال الراغب وفى حديث عمر سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال اتسال ربك ان لا يرزقك أهلا ومالا تأول الاية المذكورة ولم يرد فتن القتال والاختلاف ( و ) الفتنة ( اختلاف الناس في الاراء ) عن ابن الاعرابي وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم انى أرى الفتن خلال بيوتكم يكون القتل والحروب والاختلاف الذى يكون بين فرق المسلمين إذا تحزبوا ويكون ما يبلون به من زينة الدنيا وشهواتها فيفتنون بذلك عن الاخرة والعمل لها قال الراغب وجعلت الفتنة كالبلاء في انهما يستعملان فيما يدفع إليه الانسان من شدة ورخاء وهما في الشدة أظهر معنى وقد قال عزوجل ونبلونكم بالشر والخير فتنة وقال في شدة وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر ثم قال والفتنة من الافعال التى تكون من الله عزوجل ومن العبد كالبلية والمعصية والقتل والعذاب وغير ذلك من الافعال الكريهة ومتى كانت من الله تعالى تكون على وجه الحكمة ومتى كانت من الانسان بغير أمر الله تعالى تكون بضد ذلك ( وفتنه يفتنه ) فتنا ( أوقعه في الفتنة ) ومنه قوله تعالى وان كادو اليفتنونك عن الذى أوحينا اليك أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفهم اياك عما أوحى اليك وقوله تعالى فتنتم أنفسكم أي أو قعتموها بلية وعذاب ( كفتنه ) بالتشديد ( وأفتنه ) الاخيرة عن أبى السفر قليلة بل أنكرها الاصمعي C تعالى ولم يعبا بما أنشده من قول الشاعر ( فهو مفتن ) كمعظم ومكرم ( ومفتون ) وفى الحديث المومن خلق مفتنا أي ممتحنا يمتحنه الله تعالى بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب ( و ) فتن الرجل فتونا ( وقع فيها لازم متعد ) ومنه قولهم قلب فاتن أي مفتتن قال الشاعر رخيم الكلام فطيع القيا * م أمسى فؤادى به فاتنا ( كافتتن فيهما ) أي في اللازم والمتعدي يقال افتتنه افتتانا إذ فتنة وافتتن في الشئ فتن فيه ( و ) فتن ( الى النساء فتونا وفتن اليهن بالضم أراد الفجور بهن ) وقال أبو زيد فتن الرجل يفتن فتونا إذا أراد الفجور وحكى الازهرى عن ابن شميل افتتن الرجل وافتتن لغتان قال وهذا صحيح وأما فتنته ففتن فهى لغة ضعيفة ( و ) الفتين ( كامير ) من الارض ( الحرة السوداء ) كأنها محرقة ( ج ) فتن ( ككتب والفتان ) كشداد ( اللص ) الذى يعرض للرفقة في طريقهم ( و ) أيضا ( الشيطان ) لكونه يفتن الناس بخداعه وغروره وتريينه المعاصي وبهما فسر حديث قيلة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان ( كالفاتن ) وهو الشيطان صفة غالبة وجمع الفتان فتان كرمان وبه روى الحديث المذكور أيضا ( و ) الفتان ( الصائغ ) لاذابته الذهب والفضة في النار ( والفتانان الدرهم والدينار ) لانهما يفتنك الناس ( و ) فتانا القبر ( منكر ونكير ) وفى حديث الكسوف وانكم تفتنون في القبور يريد مسألة منكر ونكير من الفتنة الامتحان ( والفتن كحيدر النجار وفاتون خباز فرعون ) وهو ( قتيل موسى ) عليه السلام هكذا سماه بعض المفسرين ( والفتنان الغدوة والعشي ) مثنى فتن لانهما حالان وضربان ( والفتان ككتاب غشاء ) يكون للرحل من أدم قال لبيد فثنيت كفى والفتان ونمرقى * ومكانهن الكور والنسعان والجمع فتن ( وكصاحب وزبير اسمان ) ومن الاول فاتن المطبنى ومولاه أبو الحسن بشير بن عبد الله الفاتنى صالح صدوق روى