بين من وعن أن من يضاف بها ما قرب من الاسماء وعن يوصل بها ما تراخى كقولك سمعت من فلان حديثا وحدثنا عن فلان حديثا وقال الاصمعي حدثنى فلان من فلان يريد عنه ولهيت من فلان وعنه وقال الكسائي لهيت عنه لا غير وقال عنك جاء هذا يريد منك وقال ساعدة بن جؤية أفعنك لا برق كان وميضه * غاب تسنمه ضرام موقد قال يريد أمنك برق ولا صلة روى جميع ذلك أبو عبيدة عنهم الثامن ( مرادفة الباء ) نحو قوله تعالى ( وما ينطق الهوى ) أي بالهوى التاسع ( الاستعانة ) نحو قولهم ( رميت عن القوس أي به ) كذا في النسخ والصواب أي بها أي لانه بها قذف سهمه عنها ( قاله ابن مالك ) وغيره جعله للمجاوزة والتعدية العاشر ( الزائدة للتعويض عن أخرى محذوفة ) كقول الشاعر ( أتجزع ان نفس أتاهما حمامها * فهلا التى من بين جنبيك تدفع ) أي تدفع عن التى بين جنبيك ( فحذفت عن من أول الموصول وزيدت بعده ) وقد تكون زائدة لغير التعويض إذا اتصلب بالضمير قال أبو زيد العرب تزيد عنك يقول خذذا عنك المعنى خذذا وعنك زيادة قال الجعدى يخاطب ليلى الاخيلية دى عنك تشتام الرجال وأقبلي * على أزلعى يملا استك فيشلا وفى حديث استعلام الركن الغربي انفذ عنك جاء تفسيره في الحديث أي دعه ( وتكون ) عن ( مصدر يهة وذلك في عنعنة تميم ) كقولهم أعجبني عن تفعل ) أي أن تفعل ( وتكون ) عن ( اسما بمعنى جانب ) كقول الشاعر ( * من عن يمينى مرة وءامى * وكقوله * على عن يمينى مرت الطير سنحا * ) قال الازهرى قال المبرد من والى وفى ورب والكاف الزائدة والباء الزادة واللام الزائدة هي حروف الاضافة التى تضاف بها الاسماء أو الافعال الى ما بعدها قال فأما وضعه النحويون نحو على وعن وقبل وبعد وبين ما كان مثل ذلك فانما هي أسماء يقال جئت من عنده ومن عليه ومن عن يساره ومن عن يمينه وأنشد للقطامي فقلت للركب لما أن علا بهم * من عن يمين الحبيا نظرة قبل * تنبيه * يقال جاءنا الخبر عن النبي A فتخفض النون ويقال جاءنا من الخير ما أوجب الشكر فتفتح النون لان عن كانت في الاصل عنى ومن أصله منا فدلت الفتحة على سقوط الالف كما دلت الكسرة في عن على سقوط الياء وقال الزجاج في اعراب من الوقف الا أنها فتحت مع الاسماء التى يدخلها الالف واللام لالتقاء الساكنين كقولك من الناس النون من من ساكنة والنون من الناس ساكنة وكان في الاصل ان تكسر لالتقاء الساكنين ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان من الناس لثقل ذلك وأما اعراب عن الناس فلا يجوز فيه الا الكسر لان أول عن مفتوحة قال الازهرى والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما * .
قلت وسيأتى بعض ما يتعلق بذلك في من ان شاء الله تعالى * ومما يستدرك عليه العنة بالكسر والضم الاعتراض بالفضول والعنن بضمتنى المعترضون بالفضول الواحد عان وعنون وأيضا جمع العنين والمعنون يقال عن الرجل وعنن وعنن وأعنن فهو عننى معنون معن معنن وفى المثل معرض لعنن لم يعنه وامرأة معنة بكسر الميم مجدولة غير مسترخية البطن والعنن الباطن ومن صفة الدنيا العنون لانها نتعرض للناس وفعول للمبالغة وعن عننا إذا اعترض لك عن يمين أو شمال بمكروه والعن المصدر والعين الاسم وهو الموضع الذى يعن فيه العان وهو لك بين الاوب والعنن أي بين الطاعة والصعيان قال ابن مقبل يبدئ صدودا ويخفى ييننا لطفا * يأتي محارم بين الاوب والعنن والعان من السحاب الذى يعترض في الافق والتعنين الحبس في المطبق الطويل وتعنن الرجل ترك النساء من غير أن يكون عنينا لتأر يطلبه ومنه قول ورقاء بن زهير بن جذيمة * تعننت للموت الذى هو اواقع * وأدركت ثأري في نمير وعامر قاله في خالد بن جعفر بن كلاب ويقال للشريف العظيم السود دانه لطويل العنان ويقال انه يأخذ في كل فن وعن وسن بمعنى واحسد وفرس قصير العنان إذا ذم بقصر عنقه فإذا قالوا قصير العنان فهو مدح لانه وصف حينئذ بسعة حجفلته وملا عنان دابته إذا أعداه وحمله على الحضر الشديد وذل عنان فلان إذا انقاد وفلان أبى العنان إذا كان ممتنعا ويقال ألف من عنانه أي رفعه عنه وهما يجريان في عنان إذا استويا في فقضل إو غيره وجرى الفرس عنانا أي شوطا ومنه قول الطرماح سيعلم كلهم أنى مسن * إذا رفعوا عنانا عن عنان أي شوطا بعد شوط ويقال اثن على عنانه أي رده على وثنيت على الفرس عنانه إذا ألجمته قال ابن مقبل بذكر فرسا وحاوطنى حتى ثنيت عنانه * على مدبر العلباء ريان كاهله أي داورنى وعالجني ومدبر علبائه عنقه وقال ابن الاعرابي رب جواد قد عثر في استنانه وكبا في عنانه وقصر في ميدانه وقال الفرس يجرى بعتقه وعرقه فإذا وضع في المقوس جرى يجد صاحبه كبا في عنانه أي عثر في شوطه والعنان بالكسر الحبل الطويل وعننت المرأة شعرها شكلت بعصه ببعض وهو قصير العنان أي قليل الخير ويقال هو كالمهدر في العنة يضرب لمن يتهدد ولا ينفذ والعنة بالضم خيمة يستظل بها تكون من تمام أو أغصان عن ابن برى وأيضا ما يجمعه الرجل من قصب أو نبت ليعلفه غنمه يقال جاء بعنه عظيمة ويقال كنا في عنه من الكلا وفنة وفنة وعاتكة أي في كلا كثير وخصب والعنة بالفتح العطفة قال الشاعر