والتَّغلَبِيَّةُ حِينَ غَبَّ غَبِيبُهَا ... تَهْوِي مشافِرُها بِشَرِّ مَشَافِرِ أَراد بقوله : غَبَّ غَبِيبُهَا : ما أَنْتَنَ من لُحُومِ مَيْتَتِها وخَنَازيرِها . ثم قَال : وغَبَّ فلانٌ عنْدَنَا غَبّاً وأَغَبَّ : بَاتَ . منه سُمِّيَ اللحمُ البَائِت غَابّاً . ومنه قَوْلُهم : رُوَيْدَ الشِّعْرِ يَغِبّ ولا يَكُونُ يَغِبّ معْنَاه دَعْه يَمْكُثْ يوماً أَو يَومَيْن . واالتَّغْبِيبُ في الحَاجَة تَرْكُ . وفي بَعْضِ الأُمَّهَات : عَدَمُ المُبَالَغَة فيهَا . و : أَخْذُ الذِّئْبِ بحَلْقِ الشَّاةِ . يقال : غَبَّبَ الذّئْبُ إِذَا شَدَّ على الغَنَم فَفَرَسَ وغَبَّب الفرَسُ : دَقَّ العُنُقَ . والتَّعْبِيبُ أَيضاً : أَن يَدَعها وبِهَا شَيءٌ مِن حيَاة كذا في لسان العرب . والتَّغْبِيب عَن القَوْمِ : الدَّفِعُ عَنْهُم قاله الكِسَائِيُّ وثَعْلَب وقد أَشرنا لَهُ آنِفاً . والمُغِبُّ على صِيغَة اسْمِ الفَاعِل من أَسْمَاء الأَسَد نقله الصَّاغَانِيّ . والغَبْغَبُ كجَعْفَر : صَنَمٌ كان يُذْبَح علَيْهِ في الجَاهِليَّة وقيل : هو حَجَرٌ يُنْصَب بين يَدَيِ الصَّنَمِ كان لِمنَافٍ مُسْتَقْبلَ رُكْنِ الحَجَر الأَسْود وكَانَا اثْنَيْن . قال ابْنُ دُرَيْد وقال قَوْمٌ : هو العَبْعَبُ بالمُهْمَلَة وقد تَقَدَّم ذِكْرُه . وفي التَّهْذِيب : قال أَبُو طَالبٍ في قوْلِهِم : ربَّ رَمْيَةٍ من غيْر رَامٍ أَوَّلُ منْ قاله الحَكمُ بْنُ عبد يَغُوثَ وكان أَرْمَى أَهْل زمَانِه فآلى لَيَذْبَحَنَّ على الغَبْغَبِ مَهاةً فحَمَل قوسَه وكِنانَتَه فلم يَصْنَع شَيْئاً فقال : لأَذْبَحَنَّ نَفْسِي فقاله له أَخُوهُ : اذْبَحْ مَكَانَهَا عَشْراً من الإِبِل ولا تَقْتُلْ نَفْسَكَ . فقال : لا أَظْلِم عَاتِرَةً وأَتْرُكُ النَّافِرَةَ ثم خَرج ابنُه مَعَه فَرَمَى بَقَرَةً فَأَصَابَهَا فقال أَبُوهُ رُبَّ رَمِيَةٍ منْ غَيْر رَام غَبْغَبَ إِذَا خَانَ في شِرَائه وبَيْعِه قاله أَبُو عَمْرو . وعن الأَصْمَعِيّ : الغَبْغَبُ : هو اللَّحْمُ المُتَدلِّي تَحْتَ الحَنَك كالغَبَب مُحَرَّكة . وقال الليثُ : الغَبَبُ للبَقَر والشَّاءِ : ما تَدَلَّى عند النَّصِيل تَحْتَ حَنَكها . والغَبْغَبُ للدِّيكِ والثَّوْر . والغَبَبُ والغَبْغَبُ : ما تَغَضَّنَ من جِلْدِ مَنْبِت العُثْنُونِ الأَسْفَل . وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الدِّيَكَة والشَّاءَ والبَقَر . واسْتعارَهُ العَجَّاج في الفَحْل فقال يَعْنِي شِقْشِقَةَ البَعِيرِ : .
" بِذَاتِ أَثْنَاءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبَا واستعارَه آخر للحِرْبَاء فقال : .
إِذَا جَعَلَ الحِرْبَاءُ يَبْيَضُّ رأْسُه ... وتَخْضَرُّ من شَمْسِ النَّهارِ غَبَاغِبُهْ وعن الفَرَّاء : يُقال : غَبَبٌ وغَبْغَبٌ وعن الكِسَائِيّ : عجُوز غَبْغَبُها شِبْر وهو الغَبَبُ . والنَّصِيلُ : مفْصِل ما بَيْن العُنُقِ والرَّأْسِ من تَحْتِ اللَّحْيَيْنِ . قِيل : الغَبْغَبُ : المَنْحَر وهو جُبَيْلٌ بمِنىً فخَصَّص . قال الشَّاعِر : .
" والرَّاقِصَاتِ إِلى مِنىً فالغَبْغَبِ وقيلَ : هو المَوْضِع الّذي كَانَ فِيهِ اللاَّتُ بالطَّائِف أَو كَانُوا ينْحَرُون لِلاّتِ فِيهِ بها وقيل : كُلُّ مَنْخَر بمنىً غَبْغَبٌ . وأَبُو غَبَابٍ بالفَتْح كَسحابٍ : كُنْيَة جِرانِ بالكَسْر العَوْدِ بالفَتْح هو لَقَبُ شَاعِرٍ إِسْلاَمِيّ . غُبَابٌ كَغُرابٍ : لَقَبُ ثَعْلَبة بنِ الحارِث بْنِ تَيْم اللهِ بْنِ ثَعْلَبَة بْن عُكَابَة سُمِّيَ بِذَلِك لأَنَّه قال في حَرْب كَلْب : .
أَغْدُو إِلَى الحَرْب بقَلْبِ امْرِئِ ... يَضْرِبُ ضَرْباً غَيْرَ تَغْبِيبِ