قال ابن الأعرابي : سئل الدبيري عن جرحه فقال : أرقني وجاء بالمفتعل بالفتح أي على صيغة اسم المفعول أي جاء بأمر عظيم قيل له : أتقوله في كل شيء ؟ قال : نعم أقول جاء مال فلان بالمفتعل وجاء بالمفتعل من الخطأ . ويقال : عذبني وجع أسهرني فجاء بالمفتعل : إذا عانى منه ألما لم يعهد مثله فيما مضى له . وفعال كقطام قد جاء بمعنى افعل . وفعالة بالضم في قول عوف بن مالك : .
تعرض ضيطارو فعالة دوننا ... وما خير ضيطار يقلب مسطحا كناية عن خزاعة وهي قبيلة معروفة . ومما يستدرك عليه : الفعال بالفتح : مصدر كذهب ذهابا نقله الجوهري . ويجمع الفعل على أفعال كقدح وأقداح . وقوله تعالى : " وفعلت فعلتك التي فعلت " أراد المرة الواحدة كأنه قال : قتلت النفس قتلتك وقرأ الشعبي : " فعلتك " بالكسر على معنى وقتلت القتلة التي قد عرفتها ؛ لأنه قتله بوكزة هذا عن الزجاج قال : والأول أجود . وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة . واشتقوا من الفعل المثل للأبنية التي جاءت عن العرب مثل : فعالة وفعولة وأفعولة ومفعيل وفعليل وفعلول وفعول وفعل وفعل وفعلة ومفعنلل وفعيل وفعيل . وكنى ابن جني بالتفعيل عن تقطيع البيت الشعري ؛ لأنه إنما بأجزاء مادتها كلها فعل كقولك : فعولن مفاعيلن وفاعلاتن فاعلن وفاعلاتن مستفعلن وغير ذلك من ضروب مقطعات الشعر . ويقال : شعر مفتعل : إذا ابتدعه قائله ولم يحذه على مثال تقدمه فيه من قبله وكان يقال : أعذب الأغاني ما افتعل وأظرف الشعر ما افتعل . وقوله تعالى : " وكنا فاعلين " أي قادرين على ما نريده . وقوله تعالى : " والذين هم للزكاة فاعلون " أي مؤتون قاله الزجاج وقيل : معناه الذين هم للعمل الصالح فاعلون . وتقول : إن الرشا تفعل الأفاعيل وتنسي إبراهيم وإسماعيل الأفاعيل : جمع أفعول أو إفعال : صيغة تختص بما يتعجب منه قاله السعد في حواشي الكشاف وهو عربي وقيل : مولد . وقال الراغب : والذي من جهة الفاعل يقال له مفعول ومنفعل وقد فصل بعضهم بينهما فقال : المفعول يقال إذا اعتبر بفعل الفاعل والمنفعل إذا اعتبر قبول الفعل في نفسه فهو أعم من المنفعل ؛ لأن المنفعل يقال لما يقصد الفاعل إلى إيجاده وإن تولد منه كحمرة اللون من خجل يعتري من رؤية إنسان والطرب الحاصل من الغناء وتحرك العاشق لرؤية معشوقه وقيل : لكل فعل انفعال إلا للإبداع الذي هو من الله D فذلك هو إيجاد من عدم لا من مادة وجوهر بل ذلك هو إيجاد الجوهر .
فعمل .
الفعمل كجعفر أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال الأزهري : هو الفعم أي الممتلئ واللام زائدة وإنما ذكره المصنف هنا تبعا للصاغاني رعاية للفظ قال شيخنا : ومال جماعة إلى تصحيح أصالة اللام . قلت : وهو غير ظاهر والصواب زيادتها وعليه الأكثر .
ففل