أغَلَّ فلاناً : نَسَبَه إلى الغُلولِ والخيانةِ ومنه قراءةُ من قرأ : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " أي يُخَوَّن أي يُنسَبَ إلى الغُلول وهي قراءةُ أصحابِ عَبْد الله يريدون يُسَرَّق قاله ابن السِّكِّيت ونقله الفَرّاءُ أيضاً وقيل : معناه على هذه : لا يَخُونُه أصحابُه أو لا يُخان أي لا يُؤخَذُ من غَنيمتِه وكان أبو عَمْرِو بنُ العلاءِ ويونُسُ يختاران : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " وقال ابنُ بَرِّي : قَلَّ أن تَجِدَ في كلامِ العربِ ما كان لفلانٍ أن يُضرَبَ على أن يكونَ الفِعلُ مَبْنِيّاً للمَفْعول وإنّما تجدُه مبنيّاً للفاعل كقولِك : ما كان لمؤمنٍ أن يَكْذِبَ وما كان لنبيٍّ أن يَخون وما كان لمُحْرِمٍ أن يَلْبِسَ قال : وبهذا يُعلَمُ صِحَّةُ قراءةِ من قَرَأَ : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " على إسنادِ الفِعلِ للفاعلِ دونَ المَفْعول . وغَلَّ غُلولاً : خانَ ومنه قولُه تعالى : " وما كان لنبيٍّ أن يَغُلَّ " وهي قراءةُ ابنِ كَثيرٍ وأبي عمروٍ وعاصمٍ وَرَوْحٍ وَزَيْدٍ كَأَغَلَّ أو خاصٌّ بالفَيْءِ والمَغْنَم قال ابن السِّكِّيت : لم نسمعْ في المَغنَمِ إلاّ غَلَّ غُلولاً وقال أبو عُبَيْدٍ : الغُلول من المَغنَمِ خاصّةً ولا نراه من الخيانةِ ولا من الحِقدِ وممّا يُبيِّنُ ذلك أنّه يقال من الخيانة : أَغَلَّ يُغِلُّ ومن الحِقد : غَلَّ يَغِلُّ بالكَسْر ومن الغُلول : غَلَّ يَغُلُّ بالضَّمّ وقال ابنُ الأثير : الغُلول : الخيانةُ في المَغنَم والسَّرِقةُ وكلُّ من خانَ في شيءٍ خِفيَةً فقد غَلَّ وسُمِّيتْ غُلولاً لأنّ الأيدي فيها تُغَلُّ أي يُجعلُ فيها الغُلُّ . غَلَّ في الشيءِ غَلاًّ : أُدخِل وقال بعضُ العربِ : ومنها ما يَغِلُّ ؛ يعني من الكِباشِ ما يُدخِلُ قَضيبَه من غيرِ أن يرفعَ الإلْيَةَ كَغَلْغلَ يقال : غَلَّه وغَلْغَلَه : إذا أَدْخَله . غَلَّ أيضاً : دَخَلَ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدّى ويقال : غَلَّ فلانٌ المَفاوِزَ : أي دَخَلَها وَتَوَسَّطَها كانْغَلَّ وهو مُطاوِعُ غَلَّه غَلاًّ . وَتَغَلَّلَ في الشيءِ وتَغَلْغلَ : دَخَلَ فيه يكون ذلك في الجَواهِرِ والأعراضِ قال ذو الرُّمَّةِ يصفُ الثَّورَ والكِناسَ : .
يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقيقةٍ ... وعن كلِّ عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِلِ وأنشدَ ثعلبٌ لعُبَيْدِ الله بن عَبْد الله بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ في العَرَض : .
تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ في فُؤادي ... فباديهِ مع الخافي يَسيرُ