السَّبِيلُ والسَّبِيلَةُ وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ : الطَّرِيقُ وما وَضَحَ منه زادَ الرَّاغِبُ : الذي فيه سُهُولَةٌ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ والتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ قالَهُ تَعالى : " وإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرِّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبيلاً " وشَاهِدُ التَّأْنِيْثِ : " قُلْ هذهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ " عَبَّرَ به عَنْ المَحَجَّةِ ج سُبُلٌ ككُتُبٍ قال الله تعالى : " وأنهاراً وَسُبُلاً " وقولُه تعالى : " وعلى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ ومِنْهَا جَائِرٌ " فَسَّرَهُ ثَعْلَب فقال : عَلى اللهِ أَنْ يَقْصِدَ السَّبِيلَ لِلْمُسْلِمِينَ " ومنها جائِرٌ " أي ومِنَ الطُّرُقِ جائِرٌ عَلى غَيْرِ السّبِيلِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكونَ السّبِيلُ هنا اسْم جِنْسٍ لا سَبِيلاً واحِداً بِعَيْنِهِ لِقَوْلِهِ : " ومِنْها جائِرٌ " أي ومنها سَبيلٌ جائِرٌ وقولُه تعالى : " وأَنْفِقُوا في سَبِيلِ اللهِ " أي في الجِهادِ وكُلِّ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الخَيْرِ فهو مِنْ سَبيلِ اللهِ واسْتِعْمالُهُ في الْجِهادِ أَكْثَرُ لأنَّهُ السَّبِيلُ الذي يُقاتَلُ فيه عَلى عَقْدِ الدّينِ وقولُه : " في سَبِيلِ اللهِ " أُرِيدَ به الذي يُرِيدُ الْغَزْوَ ولا يَجِدُ ما يُبَلِّغُهُ مَغْزَاهُ فيُعْطَى مِن سَهْمِهِ وكُلُّ سَبِيلٍ أُرِيدَ به اللهُ عَزَّ جَلَّ وهو بِرٌّ داخِلٌ في سَبيلِ اللهِ وإذا حَبَّسَ الرَّجُلُ عُقْدَةً له وسَبَّلَ ثَمَرَها أو غَلَّتَها فإِنَّهُ يُسْلَكُ بما سَبَّلَ سَبِيلُ الخَيْرِ يُعْطَى منه ابنُ السَّبِيلِ والفَقيرُ والمُجاهِدُ وغيرُهم وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : وسَبيلُ اللهِ عامٌّ يَقَعُ على كُلِّ عَمَلٍ خالِصٍ سُلِكَ به طَرِيقُ التَّقَرُّبِ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ بِأَداءِ الفَرائِضِ والنَّوافِلِ وأَنْواعِ التَّطَوُّعاتِ وإِذا أُطْلِقَ فهو في الغالِبِ واقِعٌ عَلى الجِهادِ حتى صارَ لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ كأَنَّهُ مَقْصُورٌ عليه . وأَمَّا ابْنُ السَّبِيلِ فهو ابْنُ الطَّرِيقِ أي المُسافِرُ الكَثِيرُ السَّفَرِ سُمِّيَ ابْناً لها لِمُلازَمَتِهِ إِيَّاها قالَهُ ابْنُ الأَثِيرُ وقال الرَّاغِبُ : هوَ المُسافِرُ البَعِيدُ عَن مَنْزِلِهِ نُسِبَ إلى السَّبِيلِ لمُمارَسَتهِ إِيَّاهُ وقالَ ابنُ سِيدَه . تَأْوِيلُهُ الذي قُطِعَ عليه الطِّرِيقُ زادَ غَيْرُه : وهو يُرِيدُ الرُّجُوعَ إلى بَلَدِهِ ولا يَجِدُ ما يَتَبَلَّغُ به . وقيلَ : هو الذي يُرِيدُ الْبَلَدَ غيرَ بَلَدِهِ لأَمْرٍ يَلْزَمُهُ وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : هو الضَّيْفُ المُنْقَطَعُ به يُعْطَى قَدْرَ ما يَتَبَلَّغُ به إلى وَطَنِهِ وقال ابنُ بَرِّيِّ : هو الغريبُ الذي أَتَى بهِ الطَّرِيقُ قال الرَّاعِي : .
عَلى أَكْوارِهِنَّ بَنُو سَبِيلٍ ... قَلِيلٌ نَوْمُهُمْ إِلاَّ غِرارَا وقالَ آخَرُ : ومَنْسُوبٍ إلى مَنْ لَمْ يَلِدْهُ كذاكَ اللهُ نَزَّلَ في الْكِتابِ