بَهَلْتُه كَمَنَعْتُه : خَلَّيتُه مع رَأْيِه وإرادَتِه كأَبْهَلْتُه أو يُقال : بَهَلْتُ لِلحُرِّ وأَبْهَلْتُ للعَبدِ في تَخْلِيتهِما وإرادَتِهما قاله الزَّجّاج . ومنه قولُهم لِلحُرِّ : إِنَّه لَمَكْفِيٌّ مَبهُولٌ ولِلْعَبد : مُبهَلٌ . بَهَلَ اللَّهُ تَعالَى فُلاناً بَهْلاً : لَعَنَهُ وهو مأخوذٌ مِن البَهْلِ بمَعْنى التَّخْلِية . والبَهْلَةُ بالفَتْح ويُضَمُّ : اللَّعْنَةُ ومنه حديثُ أبي بكرٍ رضي اللّه تعالى عنه : " مَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ الناسِ شيئاً فلم يُعْطِهم كِتابَ اللَّهِ فعليه بَهْلَةُ اللَّهِ " . وباهَلَ بَعْضُهم بَعْضاً وتَبَهَّلُوا وتَباهَلُوا : أي تَلاعَنُوا وتَداعَوْا باللَّعْنِ على الظَّالِم منهم وفي حديث ابنِ عبّاسٍ رضي اللّه تعالى عنهما : " مَنْ شاء باهَلْتُه أنّ اللَّهَ لم يذكُرْ في كتابه جَدّاً وإنما هو أبٌ " . والابْتِهالُ : التَّضَرُّعُ والاجتِهادُ في الدُّعاءِ واخلاصُه كاجتِهاد المبتَهِلين وهو مجازٌ نقله الزمخشري ومنه قولُه تعالى : " ثُمَّ نَبتَهِلْ " أي نُخْلِصْ في الدُّعاء ونَجتهِدْ . هُو الضَّلالُ ابنُ بُهْلُلَ كقُنْفُذٍ عن ابنِ عَبَّادٍ وجَعْفَرٍ عن الأحْمَر غيرَ مَصْرُوفَيْن وفي العُباب : غيرَ مَصْرُوف : أي الباطِلُ ويُروَى أيضاً : ثَهْلَل بالمثلثة وفَهْلَل بالفاء كما سيأتي . والإِبْهالُ في الزَّرْع : إِفْراغُكَ مِن البَذْرِ ثُمّ إرْسالُكَ الماءَ فيما بَذَرْتَه . والأَبْهَلُ : حَمْلُ شَجرٍ كبيرٍ وَرَقُه كالطَّرفاءِ وثَمَرُه كالنَّبقِ وليس بالعَرعرِ كما تَوَهَّمَه الجَوْهرِيُّ . وقال ابنُ سِينَا في القانُون : هو ثَمَرةُ العَرعَرِ وهو صِنْفانِ : صَغِيرٌ وكبيرٌ يُؤتَى بهما من بلاد الروم وشَجُره صِنفان : صِنْفٌ وَرَقُه كَورقِ السَّروِ كثيرُ الشَّوك يَستَعْرِضُ فلا يَطُولُ والآخَرُ وَرقُه كالطَّرفاء وطَعْمُه كالسَّروِ وهو أَيْبَسُ وأَقَل حَرّاً . وقال غيرُه : دُخانُه يُسقِطُ الأَجِنَّةَ سريعاً ويُبرِئُ مِن داء الثَّعْلَبِ طِلاءً بِخَلٍّ وبالعَسَلِ يُنَقِّي القُرُوحَ الخَبِيثَةَ المُسوَدَّةَ العَفِنَةَ وَيمْنَعُ سَعْىَ الساعِيَةِ ذُرُوراً وإذا أُغْلِيَ على جَوْزِهِ في دُهْنِ الخَلِّ في مِغْرَفَةٍ حَدِيدٍ حتّى يسوَدَّ الجَوْزُ وقُطِّر في الأُذُنِ نَفَع مِن الصَّمَم جِداً . والبُهْلُولُ كسُرسُورٍ : الضَّحّاكُ مِن الرجال . والسَّيِّدُ الجامِعُ لكُلِّ خَيرٍ عن السِّيرافِيّ . وقال ابنُ عَبّادٍ : هو الحَيِيُّ الكريمُ والجَمْعُ البَهالِيلُ ومنه قولُ الحافظِ ابنِ حَجَر يمدحُ بني العَبّاس : .
أصْبحَ المُلْكُ ثابِتَ الآساسِ ... بالبَهالِيلِ مِن بني العَبّاسِ العرب تقول : بَهْلاً : أي مَهْلاً ويقولون : مَهْلاً وبَهْلاً قال الشاعر : .
فقلتُ له مَهْلاً وبَهْلاً فلَم يُثِبْ ... بِقَوْلٍ وأَضْحَى النَّفْسُ مُحْتَمِلاً ضِغْنَا وامرأةٌ بَهِيلَةٌ مِثلُ بَهِيرَةٍ . في نَسَبِ حِمْيَر : بَهِيلٌ كأمِيرٍ وهو ابنُ عُرَيْبِ بن حَيدانَ بن عُرَيْب بن زُهَير بن أيمَنَ بن الهَمَيسَع . وباهِلَةُ : قَبِيلَةٌ مِن قَيسِ عَيلانَ وهي في الأصل اسمُ امرأةٍ مِن هَمْدانَ كانت تحتَ مَعْنِ بن أعْصُر بن سَعد بن قَيس عَيلانَ فنُسِب ولدُه إليها . وقولُهم : باهِلَةُ بن أَعْصُر إنما هو كقولهم : تَمِيمُ بنتُ مُرٍّ فالتذكير للحَيِّ والتأنيث للقَبِيلة سواءٌ كان الاسمُ في الأصل لرجلٍ أو امرأة .
ومما يستدرك عليه : بَهَلَ الناقةَ : تَرَك حَلْبَها نقله الزَّمَخْشرِيُّ . وفُلانٌ بَهْلُ مالٍ : أي مُسْتَرْسِلٌ إليه عن ابن عَبّاد : قال : وبَهْلَ : في معنى بَلْه : أي دَعْ . ومالَكَ بَهْلاً سَبَهْلَلاً أي مُخَلًّى فارِغاً عن الزمخشري . والابْتِهالُ : الالتِعانُ وبه فَسَّر الآيةَ أيضاً . وابْتَهَل الدَّهْرُ فيهم : اسْتَرسَلَ فأَفناهُم قال الشاعر : .
" نَظَرَ الدَّهْرُ إليهِم فابْتَهَلْ