من المجاز في الحَدِيثِ : فَضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبَانِه ويُرْوَى مِنْ ضَرْبِه أَي مَرَّ من مُروره ومضى بعضُه وذهب . وفي لسان العرب : وقَوْلُهُم فضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَانه كقَوْلِهِم : فقَضَى مِنَ الْقَضَاء وضَرَبَ الدّهرُ مِن ضَرَبَانِه أَنْ كَانَ كَذَا وكَذَا . وفي التَّهْذِيب لابْنِ القَطَّاع : وضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبَانه : أَحْدَثَ حَوَادِثَه . من المجاز : الضَّرْبُ بالفَتْح ورُوْيَ عَنِ الزَّمَخْشَرِيّ بالكَسْرِ أَيضاً كالطِّحْنِ هُوَ المِثْلُ والشَّبِيهُ . قاله ابنُ سِيدَه . وجَمْعُه ضُرُوبٌ . وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِي : الضَّرْبُ : الشَّكْلُ في القَدِّ والخَلْق . وقوله عَزّ وجلّ : كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الحَقَّ والْبَاطِلَ أَي يُمَثِّلُه حَيْثُ ضَرَبَ مَثَلاً للحَقِّ والبَاطِلِ والكَافِر والمُؤْمِنِ في هَذِه الآيَة . ومَعْنَى قَوْله عَزَّ وجَلَّ : واضْرِبْ لَهُم مَثَلاً أَي اذكُرْ لَهُم ومَثِّل لَهُم . يُقَالُ : عِنْدِي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ شَيءٌ كَثِيرٌ أَي مِنْ هَذَا المِثَالِ . وَهَذِه الأَشْيَاءُ عَلَى ضَرْبٍ وَاحْدٍ أَي عَلَى مِثَال . قال ابن عَرَفة : ضَرْبُ الأَمْثَالِ : اعْتِبَارُ الشَّيْءِ بِغَيْرِه . قال شَيْخُنَا : وَفِي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح : ضَرْبُ المَثَلِ : إِيرادُه ليُتَمَثَّل بِهِ وَيُتَصَوَّر ما أَرَادَ المُتَكَلِّمُ بَيَانَه لِلْمُخَاطَب . يُقَالُ : ضَرَب الشَّيْءَ مَثَلاً وضَرَبَ بِهِ . وتَمَثَّلَه وتَمَثَّلَ به . ثُمَّ قَالَ : وهذا مَعْنَى قَوْلِ بَعْضِهِم : ضَرْبُ المَثَلِ : اعْتِبَارُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ وتَمْثِيلُه به انْتَهَى وقَوْلُه تَعَالَى : واضْرِبْ لَهُم مَثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَة . قال أَبُو إِسْحَاق : مَعْنَاه اذكُرْ لَهُم مَثَلاً . وهذِه الأَشْيَاءُ عَلَى هَذَا الضَّرْبِ أَي عَلَى هَذَا المِثَال فمَعْنَى اضْرِبْ لَهُم مَثَلاً : مَثِّل لهُم مَثَلاً . قال : ومَثَلاً مَنْصوبٌ لأَنَّه مَفْعُولٌ بِهِ ونَصبَ قَوْلَه : أَصْحَابَ القَرْيَة لأَنَّهُ بَدلٌ مِنْ قَوْله مَثَلاً كأَنَّه قال : اذكُر لَهُم أَصْحَابَ القَرْيَة أَي خَبَر أَصْحَابِ القَرْيَةِ . قُلْت : ويَجُوزُ أَنْ يَكُون مَنْصُوباً على أَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ كما هو رأْيُ ابْنِ مَالِك . وفي الكَشَّافِ : ضَرْبُ المَثَلِ : اعْتِبَارُه وصُنْعُه . وقَال الرَّاغِبُ : الضَّرْبُ : إِيقَاعُ شَيْءٍ على شَيْءٍ . قُلْت : وقَيَّدَه بَعْضُهُم بأَنَّه إِيقَاعٌ بِشِدَّة وبِتَصَوُّرِ اخْتِلاَف الضَّرْبِ خُولِفَ بَيْن تَفَاسِيرِه . وقال شَيْخُنَا : قَالُوا : ويَرِد ضَرَب بمَعْنَى وَصَفَ وبَيَّنَ وجَعَل وضَرَبَ له وَقْتاً : عَيَّنَه وإِلَيْه : مَالَ . وضَرب مَثَلاً : ذكره فيَتَعَدَّى لمَفْعُولٍ وَاحِدٍ أَو صَيَّر فلمَفْعُولَيْنِ وإِلَيْه مالَ ابْنُ مَالِكٍ . وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : ضَرَبَ الله مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّنَ ثم إِنه اخْتُلِفَ في أَنَّ ضَرْبَ المَثَل مَأْخَوذٌ مِمَّاذَا ؟ فقِيل : من ضَرْبِ الدِّرْهَم صَوْغُه لإِيقَاعِ المَطَارِق سُمِّيَ به لتَأْثِيرِه في النُّفُوسِ . وقِيلَ : إِنَّه مَأْخُوذٌ من الضَّرِيبِ أَي المَثيلِ . تَقُولُ : هو ضَرِيبُه وهُمَا مِنْ ضَرِيبٍ وَاحِد ؛ لأَنَّه يَجْعَلُ الأَوَّلَ مِثْلَ الثَّاني . وقيل : مِنْ ضَرْب الطِّينِ عَلَى الجِدَارِ . وقِيلَ : مِنْ ضَرْبِ الخَاتَم ونَحْوِه ؛ لأَن التَّطْبِيقَ وَاقعٌ بَيْن المَثَلِ وبَيْنَ مَضْرِبه كما في الخَاتَم على الطَّابِع كما حَقَّقَه شَيْخُنَا ومِثْلُه مُفَرَّقاً في لسَانِ الْعَرَب والمُحْكَمِ وغَيْرهِمَا مِنْ دَوَاوِين اللُّغَةِ . الضَّرْبُ : الرَّجُلُ المَاضِي النَّدْبُ الذي لَيْسَ بِرَهْل . قال طَرَفَةُ : .
" أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهخَشَاشٌ كرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ في صفة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم أَنَّه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ . وهو الخَفِيفُ اللَّحْمِ الممشوقُه المُسْتَدِقّ . وفي رواية : فإِذا رَجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرَّأْسِ وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّرْبِ والطَّاءُ بَدَلٌ من تَاءِ الافْتِعَالِ . وفي صفَةِ الدجّال : طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرِّجَالِ وجَمْعُه ضُرُب بِضَمَّتَيْن . قال أَبُو العِيَالِ :