الأَجَلُ مُحَرَكَةً : غايَةُ الوَقْتِ في المَوْتِ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " فإذا جاءَ أَجَلُهُم لا يستَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَستَقْدِمُونَ " وهو المُدَّةُ المَضْرُوبَةُ لحَياةِ الإِنْسانِ ويُقالُ : دَنا أَجَلُه : عبارةً عن المَوْتِ وأَصْلُه اسْتِيفاء الأَجَلِ أي هذه الحَياة وقوله : " وبَلَغْنا أَجَلَنا الذي أَجَّلْت لَنا " أي حَدَّ المَوْتِ وقِيلَ : حَدّ الهَرَمِ وقَوْلُه : " ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وأَجَلٌ مُسَمًّى " فالأَوّلُ : البقاءُ في هذه الدُّنْيا والثّاني : البَقاءُ في الآخِرَةِ وقيل : الثّاني : هو ما بَين المَوْتِ إِلى النّشُورِ عن الحَسَنِ وقيلَ : الأَوّلُ للنَّوْمِ والثّاني للمَوتِ إِشارَة إِلى قولِه تَعالى : " اللّهُ يَتَوَفى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها والتي لم تَمُتْ في مَنامِها " عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللّه تعالى عَنْهما وقيل : الأَجَلانِ جَمِيعًا المَوْتُ فمِنْهُم من أَجَلُه بِعارِض كالسَّيفِ والغَرَقِ والحَرقِ وكُلِّ مُخالِفٍ وغيرِ ذلك من الأَسْبابِ المَؤَدِّيَةِ للهَلاكِ ومِنْهُم من يُوَقَّى ويُعافي حَتّى يَمُوتَ حَتْفَ أَنْفِه وقِيل : للنّاسِ أَجَلانِ : مِنْهُم من يَمُوتُ عَبطَةً ومِنْهُم مَنْ يَبلُغُ حَدًّاً لم يَجْعَلِ اللّه في طَبِيعَةِ الدُّنْيَا أَنْ يَبقَى أَحَدٌ أَكْثَرَ منه فِيهَا وِإليهما أَشارَ بَقَوْلِه : " ومِنْكُم مَنْ يُتَوَفى ومِنْكم مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ " وقد يُرادُ بالأَجَلِ الإِهْلاكُ وبه فسِّرَ قولُه تَعالَى : " وأَنْ عَسَى أَن يكُونَ قد اقْتَرَبَ أَجَلُهُم " أي إِهْلاكُهم .
والأَجَلُ أَيْضًا : غايَةُ الوَقْتِ في حُلُولِ الدَّيْنِ ونحوِه .
وأَيْضًا : مُدّةُ الشيء المَضْرُوبَةُ له وهذا هو الأَصْلُ فيهِ ومنه قولُه تَعالى : " أيما الأَجَلَيْنِ قَضَيت " ومِنْه أخِذَ الأجَلُ لِعدَّةِ النِّساءِ بعد الطَّلاقِ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " فإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ " آجالٌ .
والتَّأْجِيلُ : تَحْدِيدُ الأَجَلِ وقد أَجَّلَه وفي العُبابِ : التَّأْجِيلُ : ضَربٌ من الأجَل وفي التَّنْزِيل " كتابًا مُؤَّجلا " .
وأَجِلَ كفَرِحَ أَجَلاً فهو أَجِلٌ وأَجِيلٌ ككَتِفٍ وأمِيرٍ وفي نُسخَةٍ فهو آجِل : تَأخَّرَ فهو نَقِيض العاجِلِ .
واسْتَأْجَلْتُه أي : طَلبتُ منه الأَجَلَ فأَجَّلَني إِلى مُدّةٍ تَأجِيلاً : أي أَخَّرَني .
والآجِلَةُ : الآخِرَةُ ضِدّ العاجِلَةِ وهي الدُّنْيَا .
والإِجْلُ بالكسرِ : وَجَعٌ في العُنُقِ وقد أَجِلَ الرَّجُلُ كعَلِمَ : نامَ على عُنُقِه فاشْتَكاها .
وأَجَلَه مِنْهُ يَأْجِلُه أَجلاً من حَدِّ ضَرَبَ وهذه عن الفارِسِي .
وأَجَلَه تَأْجِيلاً وآجَلَه مُؤاجَلَةً : إِذا داواهُ مِنْه أي : من وَجَعِ العُنُقِ قال ابنُ الجَرّاحِ : يُقالُ : بي إِجْلٌ فآجِلُوني أي : داوُوني منه كما يقال : طَنَّيتُه أي : عالَجتُه من الطَّنَى ومرَضْتُه أي : عالَجْتُه من المَرَض .
والإِجْلُ : القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحش والظِّباءِ آجالٌ ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : أجَلْنَ عُيُونَ الآجالِ فأَصبْنَ النُّفُوسَ بالآجال وفي حَدِيث زيادٍ : في يَوْمٍ مَطِيرٍ تَرمَضُ فيه الآجالُ .
والأجل بالضم : جَمعُ أجِيلٍ كأَمِيرٍ : للمُتأَخر .
وأَيْضًا للمجْتمِعِ من الطِّينِ حَول النَّخْلة ليحتبِسَ فيه الماءُ أَزْدِيَّةٌ .
وتَأَجَّل بمعنى اسْتأْجَل كما قِيل : تعَجَّل بمعنى اسْتعْجَل وفي حديثِ مَكْحُولٍ : كُنّا مُرابِطِينَ بالسّاحِلِ فتأَجَّل مُتأَجِّلٌ أي : سَأَل أَنْ يُضْرَبَ له أَجَلٌ ويُؤْذن له في الرُّجُوعِ إِلى أَهْلِه وقال ابنُ هَرمَة : .
نصارَى تأَجَّلُ في مفصحٍ ... ببَيداءَ يَومَ سِمِلاّجِها وتأَجَّل الصِّوار : صارَ إِجلاً .
وتأَجَّل القومُ : تجَمّعُوا نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ .
ويقال : فَعَلْتُه من أَجْلِكَ ومن أَجلاكَ ومن أَخلالِكَ ويُكْسَر في الكُلِّ أي ؛ من جَلَلِكَ وجَرّاكَ قالَ اللّه تَعالَى : " مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبنَا .
وأَجلَه يَأجلُه أَجلاً من حَدِّ ضَرَبَ وأَجَّلَه تَأْجِيلاً وآجَلَه : إِذا حَبَسَه وقِيل : مَنَعَه ومنه أَجَّلُوا مالهم : إِذا حَبَسُوه عن المَرعَى