تَنْبِيهٌ : اعلم أَنَّ تَقالِيبَ هذه المادَّةِ كُلَّها مُستَعْمَلَةٌ وهي م ل ك و م ك ل و ك م ل و ك ل م و ل ك م و ل م ك قالَ الإِمامُ فَخْرُ الدِّينِ : تَقالِيبُها الستَّةُ تُفِيد القوَّةَ والشِّدَّةَ خَمْسَةٌ منها مُعْتَبَرةٌ وواحِدٌ ضائِعٌ يعني ل م ك قالَ المُصَنِّفُ في البَصائِرِ : وهذا غَرِيب منه ؛ لأَنَّ المادَّةَ الضّائِعَةَ عِنْدَه مُعْتَبَرَةٌ مَعْرُوفةٌ عندَ أَهلِ اللّغَةِ ثم ساقَ النَّقْلَ عن العُبابِ ما قِيلَ في اللَّمْكِ قال : فإِذَنْ تراكيبه السِّتَّةُ مستَعْمَلَةٌ مُعْطِيَة مَعْنَى القوَّةِ والشِّدَّةِ .
مُهِمَّةٌ : قولهُ تَعالَى : " مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " قرأَ عاصِمٌ والكِسائي ويَعقُوبُ مالِكِ بأَلِفٍ وقرأَ باقِي السَّبعَةِ وهم ابنُ كَثِيرٍ ونافِع وأَبُو عَمرو وابنُ عامِرٍ وحَمزَةُ : " مَلِكِ يَومِ الدِّينِ " بغيرِ أَلِفٍ وأَجْمَعَ السَّبعَةُ على جَر الكافِ والإِضافَةِ .
وقُرِئَ مالِكَ بنَصْبِ الكافِ والإِضافَةِ ورُوِي ذلك عن الأَعْمَشِ .
وقُرِئَ كذلك بالتَّنْوِينِ ورُوِي ذلك عن اليَمانِ .
وقُرِئَ مالِكُ يَوْمٍ بالرَّفْعِ والإِضافَةِ ورُوي ذلك عن أبي هُرَيْرَةَ .
وقُرِئَ كذلك بالتَّنْوِينِ وروى ذلك عن خَلَفٍ .
وقُرِئَ مالِك بالإِمالة وروى ذلك عن يَحْيَى بنِ يَعْمَر .
وقُرِئَ مالك بالإمالَة والتَّفْخِيمِ ونقَلَ ذلك عن الكَسائي .
وقُرِئَ مَلِكي بإِشباع كسرةِ الكافِ ورُوِي ذلك عن نافِعٍ .
وقُرِئَ مَلِكَ بنصب الكافِ وتركِ الأَلفِ وروى ذلك عن أَنَسِ بنِ ما مالك .
وقُرِئَ مَالِكُ برفع الكافِ وتَركِ الأَلفِ وروى ذلك عن سَعْدِ بنِ أَبي وَقّاص .
وقُرِئَ مَلْكِ كسَهْلٍ أي ساكِنَةَ اللامِ ورُوِي ذلك عن أبي عَمْرو قُلْت : رواها عَبدُ الوارِثِ عنه قال : وهذا من اخْتِلاسِه وأَصْله مَلِك ككَتف فسَكَّن وهي لُغَةُ بَكْرِ بنِ وائِل .
وقُرِئَ مَلَكَ فِعلاً ماضِيًا وروى ذلك عن علي بنِ أبي طالِبٍ .
وقرِئَ مَلِيك كسَعِيد .
ومَلاك ككَتّان .
فهذِه ثَلاثَةَ عَشَرَ وَجْهًا من الشِّواذِّ غيرَ الوَجْهَيْنِ الأَوَّلَينْ اللَّذَيْنِ اتَّفَقَ عليهما السَّبعَة وبعضُها يَرجعُ إِلى المُلْكِ بالضمِّ وبعضُها إِلى المِلْكِ بالكسرِ .
وفلانٌ مالِكٌ بيَنُ المِلْك والمُلْكِ والمَلْك .
وقراءةُ جَرِّ الكافِ تُعْرَبُ صِفةً للجَلالَةِ فإِنْ كانَ اللَّفْظُ مَلِكًا ككَتِفٍ أَو مَلْكًا كسَهْلٍ مُخَفَّفًا من مَلِك أَو مَليكًا كأَمِيرٍ فلاَ إِشْكالِ بوَصْف المَعْرِفَة بالمَعْرِفَةِ .
وِإن كانَ اللَّفْظُ مَليكًا أَو مَلاكًا مُحَوَّلَيْنِ من مالِكٍ للمُبالَغَةِ فإِن كانَ للماضي فلا إِشْكالَ أَيضًا ؛ لأَن إِضافَتَه مَحْضَةٌ ويُؤَيِّده قراءةُ مَلَكَ بصيغةِ الماضي قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وكذا إِذا قُصِدَ به زَمانٌ مُستَمرٌّ فإِضافَتُه حَقيقيَّة فإِن أَرادَ بهذا أَنّه لا نَظَر إِلى الزَّمَنِ فصَحيحٌ .
وقراءةُ نَصْبِ الكاف على القَطْع ؛ أي أَمْدَحُ وقيل : أَعْني وقيل : منادى تَوْطِئَةً ل " إِيّاكَ نَعْبُد " وقيل في قراءة " مالِكَ " بالنصبِ : إِنّه حالٌ .
ومن رَفَعَ فعَلَى إِضمارِ مبتَدأٍ أي هُوَ وقِيلَ : خبَرُ الرَّحْمنِ على رفعه .
ومن قَرَأَ مَلَكَ فجُمْلَةٌ لا مَحَلَّ لها ويَجُوزُ كونُها خَبَرَ الرَّحْمن ومن قرأَ مَلِكِي أَشْبَعَ كسرة الكاف وهو شاذّ في مَحَلِّ مَخْصُوص وقال المَهْدَوِيُّ : لغةٌ