والمُسكَةُ : العَقْلُ الوافِر والرَأي يُقالُ : فُلانٌ ذُو مُسكَةٍ أي : رَأي وعَقْلٍ يرجع إِليه وفُلانٌ لا مُسكَةَ له أي : لا عَقْلَ له كالمَسكِ فِيهِما : أي كأَمِيرٍ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصواب كالمسكِ فيهما بالضم مُسَكٌ كصُرَدٍ .
والمَسَكَةُ بالتَّحْرِيكِ : قِشْرَة تكونُ على وَجْهِ الصَّبي أَو المُهْرِ كالماسِكَةِ وقيل : هي كالسَّلَى يكونانِ فِيها وقال أَبو عُبَيدَةَ : الماسِكَةُ : الجِلْدَةُ التي تَكُونُ على رَأْسِ الوَلَدِ وعلى أَطْرافِ يَدَيْهِ فإِذا خَرَجَ الولَدُ من الماسِكَةِ والسَّلَى فهو بَقِيرٌ وِإذا خَرَج الولَدُ بلا ماسِكَةٍ ولا سَلًى فهو السَّلِيلُ .
والمَسَكَة : المكانُ الصُّلْبُ في بِئْرٍ تَحْفِرُها والجَمْعُ مَسَكٌ قال ابنُ شُمَيل ويُقال : إِنّ بِئارَ بني فُلانٍ في مَسَك قال : .
" اللّه أَرْواكَ وعبد الجَبّار .
" تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَربُ المِنْقارْ .
" في مَسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هَارْ أَو المَسَكَةُ من البِئْرِ : الصّلْبَةُ التي لا تَحْتاجُ إِلى طَي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ ويُضَمُّ فِيهما عن ابن دُرَيْدٍ .
ومن المَجازِ : رَجُلٌ مَسِيكٌ كأَمِيرٍ وسِكيتٍ وهُمَزَةٍ وعُنُقٍ لغاتٌ أَربعة اقْتَصَر الجَوْهَريُّ منها على الثالثةِ : أي بَخِيلٌ وفي حَدِيث هِنْد بنْتِ عُتْبَةَ رضي اللّه عَنْها : إِنّ أَبا سُفْيانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ أي بَخِيلٌ يمْسِكُ ما في يَدَيْهِ لا يُعْطِيه أَحَدًا وهو مِثْلُ البَخِيلِ وَزْنًا ومَعْنًى وقال أَبو مُوَسى : إِنّه مِسِّيكٌ كسِكيتٍ أي : شَدِيدُ الإِمْساكِ وفي العُبابِ : كَثِيرُ البُخْلِ وهو من أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ وقيل : المَسِيكُ : البَخِيلُ كما جَنَحَ إِليه المُصَنِّفُ والمَحْفُوظُ الأول .
وفيه إِمْساك ومُسكَةٌ بالضمِّ ومُسُكَةٌ بضمَّتَيْنِ وهُما عن اللِّحْياني .
ومَساكٌ كسَحابٍ وسَحابَةٍ وكِتابٍ وكِتابَةٍ أي : بُخْل وَتمَسَّكَ بما لَدَيْهِ ضَنًّا به وهو مجاز قال ابنُ بَري : المَسَاكُ : الاسْمُ من الإِمْساكِ قال جَرِير : .
عَمِرَتْ مُكَرَّمَةَ المِسَاكِ وفارَقَتْ ... ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إِقْتارُ ومن المَجازِ : قال أَبو عُبَيدَةَ : فَرَسٌ مُمْسَكُ الأَيامِنِ مُطْلَقُ الأَياسِر : مُحَجَّلُ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيمَنِ وهم يَكْرَهُونَه فإنْ كان مُحَجَّلَ الرِّجْلِ واليَدِ من الشِّقِّ الأَيْسَرِ قالُوا : هو مُمْسَكُ الأَياسِرِ مُطْلَقُ الأَيامِنِ وهم يَستَحِبّون ذلك .
وكُلُّ قائِمَةٍ من الفَرَسِ فيها بَياضٌ فهي مُمْسَكَة كمُكْرَمَةٍ ؛ لأنَّها أُمْسِكَتْ على البَيَاض وفي اللِّسانِ بالبَياضِ وقِيلَ : هي أَنْ لا يَكُونَ فِيها بياضٌ وفي التَّهْذِيب : والمُطْلَقُ : كلُّ قائِمَة لَيس بها وَضَحٌ وقَوْمٌ يَجْعَلْونَ البَياضَ إِطْلاقًا والذي لا بَياضَ فيهِ إِمْساكًا وأَنْشَدَ : .
" وجانِبٌ أُطْلِقَ بالبَيَاض .
" وجانِبٌ أُمْسِكَ لا بَياض قالَ : وفِيهِ من الاخْتِلافِ على القَلْبِ كما وَصفْتُ في الإِمْساكِ .
وأَمْسَكَه إِمْساكًا : حَبَسَه .
وأَمْسَكَ عن الكَلامِ : سَكَتَ .
والمَسَكُ مُحَرَّكَةً : المَوْضِعُ يُمْسِكُ الماءَ عن ابنِ الأَعْرابِي كالمَسَاكِ كسَحَابٍ وهذه عَنْ أَبي زَيْد .
والمَسِيكُ مثل أَمِير قال أبو زَيْد : أَرض مَسِيكَةٌ : لا تُنَشِّفُ الماءَ لصَلابَتِها .
والمُسَكُ كصُرَدٍ : جَمْعُ مُسَكَة كهُمَزَة لمَنْ إِذا أَمْسَكَ الشيء لم يُقْدَرْ عَلَى تَخْلِيصِه مِنْهُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ بعد تَفْسِيرِه بالبَخِيلِ قال : ويُقال : هو الّذِي لا يَتَعَلَّقُ بشيء فتتَخلَّصُ منه ولا يُنازِلُه مُنازِلٌ فيُفْلِتَ والجَمْعُ مُسَكٌ قالَ ابنُ بَريّ : التَّفْسِيرُ الثاني هو الصَّحِيحُ وهذا البِناءُ أَعْني مُسَكَةً يَخْتَصُّ بمن يَكْثُرُ منه الشيء مثل : الضُّحَكَةِ والهمَزَةِ