الصَّعْفوق بالفتح : اللّئيمُ من الرِّجال قاله الليث . وصَعْفوق : ة باليَمامَة فيها قَناةٌ يجري منها نهرٌ كبير لهم فيها وَقْعَةٌ ويُقال : صَعْفوقة بالهاءِ . وليس في الكلام فَعْلول سِواه . قال الحُسَين بنُ إبراهيم النّطْنَزِيّ في كِتابِه دُسْتور اللُّغَةِ فُعلول في لِسان العَرَب مَضْموم إلا حرفاً واحداً وهو صَعْفوقٌ لمَوْضِعٍ باليَمامة . وأما خَرْنوبٌ بالفتح فضَعيفٌ قال الصّاغانيّ : وأمّا الفَصيحُ فيُضَم خاؤه أو يُشَدُّ راؤُه مع حذفِ النّون كما في العُباب . وقال شيخُنا : لا يُفتَح خَرْنوب إلا إذا كان مُضعّفاً وحُذِفت منه النّون فقيل : خرّوب أما ما دامتْ فيه النّونُ فإنّه غيرُ مَسْموع . قال : وأما برْغوثُ - الذي حَكَى فيه الخَليلُ التّثْليثَ في الكِتاب الذي ألّفه فيه - فلا يَثْبُتُ ولا يُلْتَفَتُ إليه . وأما عُصْفور الذي حَكَى فيه الفَتْحَ الشّهابُ القَسْطَلانيُّ عن ابنِ رَشيقٍ فهو أيضاً غيرُ ثابتٍ ولا مُوافَقٍ عليه والله أعلم . قلتُ : وقالَ ابنُ بَرّيّ : رأيتُ بخَط أبي سَهْل الهَرَويِّ على حاشِيةِ كتابٍ : جاءَ على فَعْلول : صَعْفوق وصَعْقول لضَرْبٍ من الكَمْأَة وبَعْكوكَةُ الوادِي لجانِبِه . قال ابنُ بَرّيّ : أما بعْكوكةُ الوادي وبعْكوكة الشّرِّ فذكَرها السّيرافيُّ وغيرُه بالضّمّ لا غيرُ أعني بضمِّ الباءِ . وأما الصّعْقول لضَرْب من الكَمْأَةِ فليس بمَعْروفٍ ولو كان معْروفاً لذَكَره أبو حَنيفةَ في كتابِ النّباتِ وأظُنّه نَبَطيّاً أو أعجَميّاً . قلت : ولا يلزَم من عدَم ذِكْر أبي حَنيفَة إيّاه في كِتابِه ألاّ يَكونَ من كَلامِ العَرَبِ فإنّ مَنْ حفِظَ حُجّةً على مَنْ لم يحْفَظْ فتأمّل ذلك . والصّعافِقَةُ جمعُ صَعْفوق : خَوَلٌ لبَني مَرْوانَ أنزلَهم اليَمامة ومَرْوانُ بنُ أبي حَفْصَةَ منهم قالَه اللّيثُ . قال : ولم يجِئْ في الكَلامِ فَعْلول إلاّ صَعْفوق وحرْفٌ آخر ويقالُ لهم : بنو صَعْفوقَ وآل صَعْفوقَ . قال العَجّاج : .
" من آلِ صَعْفوقَ وأتباعٍ أُخَرْ .
" من طامِعِينَ لا يُبالون الغَمَرْ قال الأزْهَريُّ : ويُضَمُّ صادُه ونصُّهُ : كلُّ ما جاءَ على فعْلول فهو مَضْموم الأول مثل : زُنْبور وبُهْلول وعُمْروس وما أشبَه ذلك إلا حرْفاً جاءَ نادِراً وهو بنو صَعْفوق : لخَوَل باليَمامة وبعضُهم يقول : صُعْفوق بالضّمِّ . انتهى . وقال الصّاغانيّ : صَعْفوق : مَمْنوع من الصّرْفِ للعُجْمة والمَعرِفة وهو وزْنٌ نادر سُمّوا لأنّهم سكَنوا قَرْيَة باليَمامة تُسمّى صَعْفوقَ كما تقدّم وقيل : الصّعافِقَةُ : قومٌ كان آباؤهم عَبيداً فاستَعْرَبوا وقِيل : همْ قوْمٌ من بَقايا الأُمَمِ الخالية ضلّت أنْسابُهم ويُقال : مسْكَنُهم بالحِجاز . وقال اللّيثُ : الصّعافِقَةُ : القومُ يشهَدونَ السّوقَ للتِّجارةِ بلا رأسِ مالٍ عندَهُم ولا نقْدَ عندَهم فإذا اشْتَرَى التُّجّار شيئاً دخَلوا معَهُم فيه . ومنه حَديثُ الشّعْبيّ : ما جاءَكَ عن أصْحاب محمّد فخُذْه ودَعْ ما يَقولُ هؤلاءِ الصّعافِقَةُ . أرادَ أنّ هؤلاءِ ليس عندَهم فِقْهٌ ولا عِلْمٌ بمنزلةِ أولئك التُجارِ الذين ليسَ لهم رؤوسُ أموال . الواحِدُ صَعْفَقيُّ وصَعْفَقٌ وصَعْفوقٌ بالفَتْح واقتَصَر الجوهريُّ على الأولَيْنِ وج : صَعافيق أيضاً . قال أبو النّجم : .
" يوم قَدَرْنا والعَزيزُ مَنْ قَدَرْ .
" وآبَت الخيلُ وقضّيْنَ الوَطَرْ .
" من الصّعافِيقِ وأدْرَكْنا المِئَرْ أرادَ بالصّعافيق أنّهم ضُعَفاءُ ليست لهم شضجاعةٌ ولا سِلاحٌ ولا قوّةٌ على قِتالِنا . ومما يُسْتدركُ عليه : الصّعْفَقَةُ : ضَآلةُ الجِسْمِ . والصّعافقَة : الرُّذالَةُ من النّاس . وبِشْرُ بنُ صَعْفوق بنِ عمْرِو بن زُرارَةَ التّمِيميّ : له وِفادَة ومن ذُرِّيَّته مصار بن السّرِيّ بن يَحْيى بن بَشير وقد ذكَره في الرّاءِ .
ص ع ق